تطبيقات الجوال في وقتنا الحالي هي من أهم أدوات تحقيق النجاح في عالم ريادة الأعمال، وتعتبر خطوة استراتيجية وميزة تنافسية لتحقيق النجاح.
وذلك لما يمكنها تحقيقه من تعزيز سبل التواصل مع العملاء، وزيادة الثقة بالعلامات التجارية وزيادة الولاء، بالإضافة إلى ما يمكن أن تقدمه في المجال التجاري من تقديم تجربة تسوق سهلة ومريحة.
كما يمكن من خلال تطبيقات الجوال تحسين المهام الداخلية بالشركات نتيجة الأتمتة الإلكترونية، بالإضافة للعديد من المزايا الأخرى التي يمكن الحصول عليها من تصميم تطبيقات جوال احترافية. ولكن كيف يمكن لرواد الأعمال أن يقوموا بتطوير تطبيقات جوال فعالة؟
في هذا المقال الجديد على مدونتنا، سوف نضع لك الدليل الكامل حول تطوير تطبيقات جوال احترافية فعالة يمكنها تحقيق الكثير والكثير من أهداف الأعمال المختلفة.
خطوات تطوير تطبيقات الجوال الناجحة
يبحث العديد من رواد الأعمال عن كيفية تحسين أعمالهم وتحقيق ميزة تنافسية تساعدهم في تحقيق النجاح والنمو المطلوب. وواحدة من الاستراتيجيات التي يمكن العمل على تطبيقها لتحقيق ذلك هو تطوير تطبيقات جوال مرتبطة بما يقدمونه من منتجات أو خدمات.
ولكن قبل البدء في هذه الخطوة يجب اتخاذ خطوات مدروسة كي يضمنوا تصميم تطبيقات ذات كفاءة وفاعلية. وتلك الخطوات هي:
-
تحديد الجمهور المستهدف ودراسة السوق التنافسي
تحديد الجمهور المستهدف وفهم احتياجاته هي أول خطوة يجب على رواد الأعمال اتخاذها قبل البدء بتطوير تطبيقات الجوال؛ وذلك لضمان تطوير تطبيق متوافق مع تلك الاحتياجات. وذلك من خلال الخطوات التالية:
- تحليل السوق: البدء بدراسة السوق الحالي وتحديد المنافسين، ومعرفة تطبيقات الجوال المتشابهة مع ما تقدمه من خدمات. وذلك من أجل دراسة نقاط القوة والضعف.
- تحديد الجمهور المستهدف: وذلك من خلال الاعتماد على عدد من العوامل الهامة ومنها، تحديد الفئة العمرية، والاهتمامات الخاصة بهم، واحتياجات الجمهور المستهدف للعمل على تطبيقها. كافة تلك العوامل تساعد على توفير تجربة مستخدم سهلة ومتوافقة مع توقعات واحتياجات المستهدفين.
- دراسة سلوك المستخدم: وذلك من خلال البحث عن آراء الجمهور المستخدمين لتطبيقات الجوال الخاصة بالمنافسين، وتحديد ما يجذبهم لاستخدامها وذلك من أجل العمل على تطبيقها ولكن بطريقة أكثر تطورًا في تطبيق الجوال الخاص بعملك.
-
تحديد الأهداف من تصميم التطبيق
يعتمد رواد الأعمال الناجحين دائمًا على تحديد أهدافهم قبل البدء بتنفيذ أي خطوة أو مشروع، وهو نفس ما يجب اتباعه عند التفكير في تصميم تطبيقات الجوال الخاصة بالأعمال. وذلك لمعرفة الغرض الرئيسي من التطبيق، هل هو من أجل تقديم خدمات جديدة؟ أم تحسين تجربة العملاء؟ أم من أجل زيادة المبيعات والأرباح؟
يساعد تحديد الهدف على تصميم التطبيق بشكل أكثر فاعلية. وقبل البدء بتحديد الأهداف يمكنك الاعتماد على العناصر التالية:
- تحديد المشكلة التي يحلها التطبيق: تصميم التطبيقات دائمًا ما يكون الهدف منه هو حل مشكلة قائمة بالفعل في السوق التنافسي، لذا يجب على رواد الأعمال بعد تحليل السوق والمنافسين تحديد المشكلة القائمة لإيجاد الحلول المناسبة لحلها من خلال تطبيق الجوال.
- القيمة التي سيحصل عليها الجمهور المستهدف: كي تضمن جذب الجمهور لاستخدام تطبيق الجوال الخاص بك، يجب أن تقدم لهم قيمة حقيقة، سواء كانت في توفير الوقت، أو تحسين تجربة تسوق، أو تقديم خدمات بطريقة أكثر كفاءة وفاعلية، وما إلى ذلك.
-
التخطيط والتصميم
بعد الحصول على بيانات تحليل السوق وتحديد الجمهور المستهدف واحتياجاتهم، وتحديد الأهداف من تطبيق الجوال، يأتي هنا دور التخطيط لشكل التصميم ليتناسب مع الأهداف الموضوعة، وذلك من خلال العناصر التالية:
- تحديد خطة العمل: والتي تشمل خطوات التصميم من البداية وحتى موعد إطلاق التطبيق للجمهور، وضع الجدول الزمني للتصميم، وتحديد الميزانية المطلوبة، وتحديد فريق العمل المسؤول عن تنفيذ مهام سير العمل الخاصة بكل منهم. وذلك من أجل تتبع العمل بسهولة ومرونة.
- الاهتمام بتصميم واجهة المستخدم وتجربة المستخدم (UI/UX): توافق التطبيق مع كل من واجهة وتجربة المستخدم هو عامل رئيسي من عوامل نجاح تطبيقات الجوال، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الاهتمام بعناصر التصميم المختلفة وتوفير واجهة بسيطة ومرنة ويمكن من خلالها استخدام التطبيق بطريقة تناسب توقعات المستخدمين وتوفير تجربة مستخدم سلسة ومريحة.
- إنشاء نموذج أولي (Minimum Viable Product- MVP): النموذج الأولي لأي تطبيق جوال يقصد به إنشاء نموذج أولي يحتوى على واحد أو اثنان من المزايا الرئيسية للتطبيق، وذلك من أجل اختبارها أولًا من خلال عدد من المستخدمين للتأكد من عدد من العوامل ومنها، توافق التطبيق مع اهتمامات العملاء، وتحديد أي مشاكل بالتصميم أثناء الاستخدام للعمل على حلها بشكل فوري قبل إطلاق التطبيق بشكل كامل.
-
تحديد نظام التشغيل
تعمل تطبيقات الجوال من خلال نُظم تشغيل مختلفة والتي منها (Android & IOS)، فهناك تطبيقات تعمل على كليهما والبعض الآخر يعمل على نوع واحد منهم.
لذا يجب على رواد الأعمال تحديد ما إذا كانوا يرغبون بتشغيل التطبيق على كليهما أم لا، وذلك من خلال تحديد الجمهور المستهدف والميزانية المحددة.
وتطوير التطبيقات من حيث أنظمة التشغيل يعتمد على التالي:
- تطبيق أصلي(Native App): تطبيقات الجوال المنتمية إلى تلك الفئة، يتم تطويرها للعمل من خلال نظام تشغيل محدد إما (Android أو IOS)، وهذا النوع من تطبيقات الجوال يوفر تجربة استخدام وأداء عالي للعملاء، كما أنها تحتاج ميزانية أكبر ووقت أطول للتنفيذ والتطوير.
- تطبيق هجين (Hybrid App): تطبيقات الجوال الهجينة هي التي تعمل على أكثر من نظام تشغيل من خلال كتابة قاعدة أكواد واحدة، وتوفر تلك الطريقة الوقت والتكلفة، ولكنها تؤثر على الأداء باعتبارها أقل في جودة الأداء من التطبيقات الأصلية.
-
اختيار عناصر التصميم
يجب أن تتوافق عناصر تصميم تطبيقات الجوال على عدد من العوامل لتتوافق مع الهوية البصرية الخاصة برواد الأعمال، ومن تلك العناصر مايلي:
- الألوان والتصميم البصري: يجب اختيار نفس الألوان الخاصة بالعلامة التجارية، وذلك من أجل تعزيز ثقة العملاء، واستخدامها بطريقة بسيطة ومتسقة مع تصميم التطبيق.
- التباين: تحديد مسافات متباينة بين العناصر وبعضها البعض، من أجل تصميم أكثر كفاءة واحترافية وضمان بقاء المستخدمين على التطبيق.
- الخطوط: استخدام خطوط واضحة ومتناسبة حجمًا مع كافة أحجام الشاشات، كي يحصل المستخدم على تجربة جيدة أثناء استخدام التطبيق.
- الأيقونات: استخدام أيقونات تساعد العملاء على التصفح في تطبيق الجوال بسهولة ووضوح، والوصول لأي معلومة بطريقة سلسة.
- التخطيط (Layout): التخطيط العام للتطبيق يقصد به ترتيب عناصر التصميم من حيث المحتوى، والصور، والأيقونات بطريقة منظمة وواضحة، مع وجود مساحات بيضاء كافية تحسن من تجربة القراءة والتنقل بين أقسام الصفحة الواحدة.
-
اختبار ما قبل الإطلاق النهائي
هناك عدد من الاختبارات يجب على رواد الأعمال إجرائها قبل الإطلاق النهائي لتطبيق الجوال، وهي كالتالي:
- اختبار الأداء: والغرض من هذا الاختبار التأكد من عمل تطبيق الجوال مع مختلف الأجهزة، والتعامل مع عدد كبير من المستخدمين.
- اختبار الأمان: توفير عوامل الأمان والحماية، لضمان عدم تعرض تطبيقات الجوال لأي هجمات إلكترونية قد تضر ببيانات العملاء.
- اختبار التوافق: ويقصد بهذا الاختبار التوافق مع إصدارات أنظمة التشغيل المختلفة، ومع تحديثاتها الدورية.
-
تحليل الأداء
بعد إطلاق تطبيقات الجوال، يجب على رواد الأعمال تحليل الأداء بشكل دوري وذلك من أجل تحسين تجربة المستخدم. وذلك من خلال ما يلي:
- استخدام أدوات التحليل: تساعد أدوات التحليل على فهم سلوك العملاء من خلال تحليل بياناتهم، للعمل على تطوير التطبيق من وقت لآخر ليتوافق مع توقعاتهم. ومن تلك الأدوات Google Analytics.
- تحديد مؤشرات النجاح (KPIs): تهدف مؤشرات النجاح إلى وضع عوامل يمكن من خلالها قياس نجاح التطبيق ومدى استجابته لاحتياج وتوقعات المستخدمين. ومن تلك العوامل عدد التنزيلات، والإيرادات، وتسجيل بيانات العملاء وإنشاء الحسابات، ومعدل الاحتفاظ، وغيرها من العوامل الأخرى التي قد تختلف من رائد عمل لآخر بناء على الهدف من التطبيق.
- التعديل والتحسين: بعد دراسة بيانات تحليل أداء تطبيقات الجوال المختلفة، يمكن الحصول على رؤى شاملة ودقيقة عن نقاط الضعف للعمل على تحسينها، وتحديد نقاط القوة من أجل العمل عليها وتطويرها بفاعلية أكبر.
ختامًا:
تعرفنا من خلال هذا الدليل على خطوات تصميم تطبيقات الجوال لكي يتمكن رواد الأعمال بمختلف مجالات العمل الخاصة بهم من البدء بالتخطيط للاعتماد عليها لتطوير أعمالهم.
وذلك من أجل الحصول على ميزة تنافسية في سوق العمل ومواكبة مراحل التطور الرقمي التي تتجه جميع الشركات والأعمال لتنفيذها.
مع أهمية التخطيط الجيد قبل البدء بالتصميم لمعرفة سلوك المستخدمين وتحديد الاحتياج الخاص بهم لضمان نجاح التطبيق وتحقيق الأهداف المطلوبة منه، وتحقيق النجاح في العمل بالمقابل.
إضافة تعليق جديد