تحديات التحول الرقمي وكيفية التغلب عليها

تواجه الشركات الناجحة العديد من تحديات التحول الرقمي المختلفة، ولعل أكثرها شيوعًا تطور نموذج الأعمال، والحجم الهائل للبيانات الرقمية، وتطوير الاستراتيجيات ذات الصلة، والحاجة لفهم تأثيرها على العمل، وتغيير الثقافة التنظيمية، ومع ذلك فالتحول الرقمي الناجح ليس معقدًا كما يبدو، إلا أن نقص المعرفة يمكن أن يؤدي إلى أخطاء مكلفة وفرص ضائعة.

من التحديات الشائعة أيضا أمام التحول الرقمي الافتقار إلى فهم العملية والخطوات الضرورية المطلوبة لإكمالها، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لنقص الموارد، المالية والتكنولوجية، والاستراتيجية، أن يعيق هذا التحول، فكيف يمكن إدارة هذه التحديات وكيفية إصلاحها؟

التحديات الرئيسية للتحول الرقمي

تعد تحديات التحول الرقمي جزءًا كبيرًا من التحول إلى عالم مترابط، ومن ضمن التحديات الرئيسية للتحول الرقمي نجد:

1- تطور نموذج العمل

تتمثل إحدى أهم تحديات التحول الرقمي في الحاجة إلى تكييف نموذج أعمال مؤسستك الحالية ومواءمته مع التغيير الرقمي الشامل الذي يحدث من حولنا، حيث يجب العمل على تغيير الطريقة التي تعمل بها الأنشطة التجارية داخل مؤسستك، أنت بحاجة إلى التغيير من نماذج الأعمال التقليدية إلى النماذج التي تدعم رحلة التحول الرقمي الناجحة، ومن الصعب القيام بذلك دون تغيير في طريقة التفكير.

2- إدارة البيانات غير الفعالة

تعد بيانات العملاء الخاصة بالتقنيات الناشئة إحدى ركائز التحول الرقمي ولكنها أيضًا يمكن أن تكون واحدة من أكثر تحديات التحول الرقمي، في الواقع، من خلال جمع البيانات عن تفضيلات العملاء وسلوكياتهم وقراراتهم المستقبلية المحتملة، يمكن للشركات اكتساب رؤى قيمة لعملائها. ومع ذلك، لا يكفي مجرد جمع هذه البيانات - يجب تنظيمها وتخزينها وعرضها بشكل منطقي في الواجهة الخلفية للمسؤولين للعمل داخل موقع مركزي من أجل استخدامها بفعالية، وإذا كنت لا تزال تعمل مع أنظمة منعزلة، فقد يكون من الصعب دمج هذه المعلومات لتسهيل الوصول إليها مركزيًا. وبالمثل، إذا تم تخزين جميع بيانات العملاء الخاصة بك في موقع مادي واحد - مثل مركز بيانات واحد - فقد يكون من الصعب إدارتها وحمايتها.

3- تطوير الاستراتيجيات ذات الصلة

تعمل مبادرات التحول الرقمي على تغيير كل جانب من جوانب الأعمال التجارية الحديثة والطريقة التي نعمل بها، ولا يخفى على أحد أن المؤسسات الرقمية تستثمر في الإستراتيجية الرقمية أكثر من أي وقت مضى، وللبقاء في المقدمة بشكل فعال، من المهم للمؤسسات أن تطور باستمرار استراتيجية تحول رقمي ذات صلة تضمن نموها ونجاحها.

ماذا يعني ذلك لأرباب العمل؟ تحتاج الشركات إلى إيجاد النوع المناسب من المواهب، حتى تتمكن من المنافسة والنجاح في عالم اليوم، هذا يعني أن الشركات لا تركز فقط على إيجاد موظفين ذوي مهارات تتناسب مع ثقافة الشركة، ولكن أيضًا يجب أن تركز على إيجاد مواطنين رقميين يفهمون كيف ستشكل الاتجاهات الحديثة في المستقبل.

4- نقص مهارات تقنية المعلومات المخصصة

وراء كل تحول رقمي ناجح، هناك فريق متخصص من ذوي المهارات العالية في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومع ذلك، فإن بناء هذا الفريق يزداد صعوبة، فمع سعي المزيد من الشركات إلى تقنيات جديدة، يتطور العجز في العمالة، ووفقًا لمسح حديث، أفادت 54٪ من المؤسسات أن نقص المهارات كان يمنعهم من متابعة أهداف التحول الخاصة بهم، وعلى وجه الخصوص، كانوا يفتقرون إلى الخبرة في:

الأمن الإلكتروني
العمارة الفنية
هندسة المؤسسة
تحليلات البيانات المتقدمة

طريقة واحدة لتجنب هذا التحدي؟ هو التفكير في الاستعانة بخبراء ومستشارين برمجيات خارجيين لتكملة فريقك الداخلي.

5- نقص إدارة التغيير التنظيمي

يمكن للهياكل التنظيمية التي عفا عليها الزمن، وسير العمل غير الفعال، وأساليب القيادة الصارمة أن تعيق نجاح التحول الرقمي، لم يكن هذا أكثر وضوحًا مما كان عليه في عام 2020 عندما كافحت الشركات للتحول سريعًا إلى نموذج الأعمال عن بُعد.

لحسن الحظ، يمكن أن يساعد التركيز على إدارة التغيير التنظيمي شركتك في إعداد الموظفين لما ينتظرهم، وبدلاً من مجرد التركيز على الجانب التقني للتحول الرقمي، تحتاج إلى التفكير في الأشخاص الذين يؤثر عليهم بشكل مباشر من خلال تطوير خطة شاملة لإدارة التغيير .

6- تطور احتياجات العملاء

في العام الماضي، أدرك الناس مقدار ما يمكنهم إنجازه من أجهزة الكمبيوتر المحمول والهواتف الذكية، وعلى هذا النحو، أصبح العملاء أكثر تمييزًا وتطلبًا من أي وقت مضى، وبدلاً من افتراض أنك تعرف التقنيات التي يريد عملاؤك منك تقديمها، نوصي بأخذ الوقت الكافي لإجراء أبحاث السوق، بهذه الطريقة، يمكنك أن ترى ما يريدونه بالفعل.

7- مخاوف وقيود الميزانية

مع نمو شركتك، قد يكون من الصعب الحفاظ على السيطرة على ميزانيتك، بدون فهم واضح لدخلك ونفقاتك، قد يكون من الصعب أيضا اتخاذ قرارات مالية سليمة، هذا صحيح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالمشاريع التي تحتوي على الكثير من الأجزاء المتحركة، علاوة على ذلك، إذا لم يكن لشركتك استراتيجية واضحة، فقد يكون من السهل الخضوع لتسلل النطاق، واتخاذ القرارات التي تؤدي إلى نفقات غير ضرورية، يمكن أن يشكل هذا ضغطًا سريعًا على ميزانيتك، ويجعل من الصعب الالتزام بجدولك الزمني، ولحل هذا التحدي يجب أن يكون لديك خطة جاهزة، ليكون من السهل عليك تحديد الميزانية والالتزام بها.

8. مخاوف أمنية

عندما يتعلق الأمر بخصوصية البيانات وأمانها، فإن معظم الشركات تخطئ في جانب الحذر، حيث يمكن أن يكون خرق البيانات كارثيًا لكل من السمعة والنتيجة النهائية، لذلك ، ترددت العديد من المؤسسات العاملة في الصناعات الحساسة للبيانات في تبني جهود التحول الرقمي، خوفا من أن يؤدي الانتقال إلى السحابة ودمج جميع بيانات الشركة في نظام مركزي واحد إلى جعل البيانات أكثر عرضة لخرق الأمان.

من أجل التخفيف من هذه المخاطر، تحتاج المؤسسات إلى الشراكة مع موفر السحابة الذي يأخذ الأمان والامتثال على محمل الجد، بالإضافة إلى ذلك، يحتاجون إلى وضع ضوابط وبروتوكولات أمنية داخلية قوية، ومن خلال القيام بذلك، يمكنهم أن يطمئنوا إلى أن بياناتهم آمنة ومأمونة مع جني فوائد التحول الرقمي.

9. تبني أدوات وعمليات جديدة

من التحديات الأخرى التي تواجه التحول الرقمي اعتماد أدوات وعمليات جديدة، فعندما تنفذ شركة عمليات أو تقنيات جديدة، سيكون هناك بالتأكيد مقاومة من بعض الموظفين الذين يشعرون بالراحة تجاه الطريقة التي تتم بها الأمور حاليًا، وبالتالي قد يكون التغيير شاقًا، وقد يكون من الطبيعي أن تتمسك بما تعرفه. ومع ذلك، من المهم للشركات إدارة هذه المقاومة بفعالية، حيث يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والروح المعنوية.

استنتاج:

إن الانتقال الناجح إلى نموذج الأعمال الرقمية ليس بالأمر السهل دائمًا، هناك عدد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار، فإجراء تحول رقمي ناجح فهمًا واضحًا لأهداف العمل التي تحاول تحقيقها، بمجرد تحديد هذه الأهداف، تحتاج إلى تطوير خطة لكيفية مساعدة التكنولوجيا لك في الوصول إليها، من المهم إشراك جميع أصحاب المصلحة في هذه العملية، من الإدارة العليا إلى موظفي الخط الأمامي، فقط من خلال العمل معًا، يمكنك أن تأمل في إنشاء استراتيجية تحول رقمي تكون ناجحة، والتي تتطلب فهمًا واضحًا لأهداف العمل التي تحاول تحقيقها.