ما هو مفهوم الأمن السيبراني؟ وما علاقته برقمنة نشاطك التجاري؟

حرصت المؤسسات والشركات خلال العقود الماضية على زيادة تواجدها عبر الإنترنت بقوة للوصول إلى عملاء جدد وتنمية وجودهم الرقمي، وذلك نظرًا لأن العصر الرقمي قد منحنا ابتكارًا تقنيًا هائلاً، وفي المقابل ليس من المستغرب إذن أن الجريمة الإلكترونية تصاعدت أيضًا في وقت واحد، ليظهر ما يسمى بالأمن السيبراني، والذي أتى للحماية من الوصول غير المصرح به إلى مراكز البيانات وأنظمة الكمبيوتر الأخرى، فما مفهوم الأمن السيبراني وأهميته في حماية النشاطات التجارية الرقمية؟ سنتعرف على الاجابة في باقي المقال، فقط تابع القراءة.

ما هو الأمن السيبراني؟

يمكن تعريف الأمن السيبراني على أنه ممارسة الدفاع عن أجهزة الكمبيوتر والخوادم والأجهزة المحمولة والأنظمة الإلكترونية، والشبكات والبيانات من الهجمات الضارة أو الوصول غير المصرح به أو الاستخدام الإجرامي، كما يشير الأمن السيبراني إلى إنشاء أنظمة وأدوات يتم استخدامها من قبل الأفراد والشركات لحماية الأجهزة والبرامج والبيانات المتصلة بالإنترنت، لمواجهة التهديدات.

يساعد إنشاء إستراتيجية قوية للأمن السيبراني على حماية الاستثمارات في الرقمنة، حيث أن لديه القدرة على توفير البروتوكولات ضد الهجمات الضارة التي يمكنها الوصول إلى البيانات والأنظمة الحساسة الخاصة بالمؤسسة أو المستخدم أو تعديلها أو حذفها أو تدميرها أو ابتزازها، لاسيما أن تأثير هجوم رقمي يهدف إلى تعطيل أو مقاطعة عمليات نظام أو جهاز، مما يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.

لماذا يعد الأمن السيبراني نقطة انطلاق للتحول الرقمي الناجح؟

تمر الشركات حول العالم بتحولات رقمية من أجل تحسين الإنتاجية والتعاون والتواصل في مكان العمل، وهنا يعمل التحول الرقمي على تغيير الاحتياجات الأمنية في بعض النواحي الأساسية للشركات، لاسيما فيما يتعلق بحماية بياناتها، والتي تعتبر ذات أهمية قصوى للمؤسسات، وتستضيف بعض المؤسسات بياناتها الحساسة على السحابة بينما يستضيفها البعض على خوادمهم الخاصة، ولا يوفر الحجم المتزايد للبيانات المخزنة في تنسيق رقمي وصولاً سهلاً إلى تلك البيانات للمؤسسة فحسب، بل يزيد أيضًا من فرصة اختراق البيانات من قبل المتسللين أو الشخصيات الأخرى لاستخدامها لصالحهم.

تبحث الشركات باستمرار عن حلول مجدية وقابلة للتكيف بسهولة لتقليل مخاطر الوقوع ضحايا لمثل هذه الحوادث، وهذا يعني أنه مع زيادة الرقمنة، هناك حاجة متزايدة للحلول التي تساعد المؤسسات على حماية بياناتها وتخزينها بشكل آمن، حيث تحتاج المنظمات من جميع الهياكل التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لإجراء عملياتها إلى حلول تساعدها على توفير الأمان وفقًا لاحتياجاتها، ونظرًا لأن الأمن أصبح مصدر قلق متزايد مع التحول الرقمي لمكان العمل، يجب على المنظمات تعديل نهجها للأمن لضمان عدم وجود ثغرات في الحماية، باتباع أفضل الممارسات الأمنية التي يقدمها الأمن السيبراني، مثل التكامل والأتمتة، مما يمكن المؤسسات من تقليل التحديات الأمنية والتوتر المصاحب للتحول الرقمي.

أهمية الأمن السيبراني في حماية النشاطات التجارية

يعتبر التحول الرقمي أحد المفاتيح الرئيسية للاستمرارية، نظرا لكونه يؤدي إلى تحسين العمليات التجارية وتقديم قيمة أكبر للعملاء، وتحقيق ذلك، تحتاج الشركات إلى مواءمة فرق الأمن لديها لإدارة منع الاحتيال والأمن وتطوير المنتجات، وهنا يبرز دور الأمن السيبراني وأهميته في حماية النشاطات التجارية، نظرا لما يقدمه من فوائد، ولعل أبرزها:

1. الأمن السيبراني يحمي البيانات الشخصية

يعد الجمع بين حماية البيانات والأمن السيبراني أمرًا مهمًا لأنه لكي يتمكن الأمن السيبراني من حماية الاتصالات والبيانات، غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى معالجة البيانات الشخصية، ولتحقيق هذه الغاية، ينبغي أن تكون حماية البيانات والأمن السيبراني بمثابة معيار مشترك، حيث يعمل الأمن السيبراني على حماية بيانات الشركات من التهديدات الداخلية، سواء كانت عرضية أو ذات نوايا خبيثة، ويمكن القيام بذلك عن طريق الموظفين السابقين أو البائعين الخارجيين أو الشركاء الموثوق بهم.

يضمن الأمن السيبراني أيضا إمكانية وصول الموظفين إلى الإنترنت عند الحاجة دون تهديدات بخرق البيانات، ومع ذلك، فإن المراقبة المستمرة يمكن أن تمنع مثل هذه التهديدات.

2. انخفاض التكاليف وتعزيز الإنتاجية

يمكن أن تكون إدارة الأمان داخليًا بمثابة مشروع مكلف، وبالتالي قد يتعين على الشركات تحمل تكاليف التدريب لضمان تحديث الفريق دائمًا، بالاضافة الى شراء المعدات والموارد اللازمة، إلا أن اعتماد شركات أمنية ذات سمعة طيبة في الأمن السيبراني لحماية نشاطاتك قد يوفر عليك مبلغًا كبيرًا، كما ستضمن أنك دائمًا على اطلاع دائم بالاتجاهات المتزايدة باستمرار، مما يوفر عليك من وقت التوقف عن العمل وخرق التكاليف.

يساعد أيضا الحماية من الفيروسات من خلال التدابير الأمنية والتي يتيحها الأمن السيبراني، مثل النسخ الاحتياطية الآلية وتحسين جدران الحماية، يساعد الشركات على تحسين إنتاجيتها، مما يجعلها واحدة من فوائد الأمن السيبراني الواعدة.

3. وقت أقل وتركيز عملي أكبر

يعد توفير المزيد من الوقت للشركات للتركيز على مهام العمل الأساسية بمثابة طريقة أخرى يمكن للأمن السيبراني المُدار من خلالها تعزيز إنتاجية نشاطاتها التجارية، حيث يمكن للشركات تنفيذ جميع العمليات الأمنية الخاصة بتركيز أكبر وفي وقت أقل، ويتضمن ذلك التدقيق المستمر والالتزام القياسي والتحديثات، وبالتالي، سيكون لدى فريقك الداخلي الوقت الكافي للتركيز على الأعمال الأساسية، بما في ذلك الابتكار.

4. حماية السمعة والملكية الفكرية

يتيح الوضع القوي للأمن السيبراني للمؤسسات تجنب الضرر الذي يلحق بسمعتها نتيجة لانتهاكات البيانات والحوادث السيبرانية الأخرى، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقدان ثقة العملاء وانخفاض فرص العمل، وتستخدم المؤسسات أمان السحابة والشبكات لتعزيز نظام الأمان الخاص بها وتجنب أي هجمات غير متوقعة، وبفضل حماية البيانات وحمايتها من الاختراقات من خلال تتفيذ تدابير الأمن السيبراني، يمكن للشركات الحفاظ على سمعتها ككيانات موثوقة والتركيز بسهولة على المشاريع والتوسعات المستقبلية.

يساعد الأمن السيبراني القوي أيضًا على حماية الملكية الفكرية (IP)، مثل براءات الاختراع والأسرار التجارية والمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر، مما يضمن الحفاظ على الميزة التنافسية للمنظمة.

5. تعزيز ثقة العملاء

أصبح العملاء يدركون بشكل متزايد أهمية حماية بياناتهم، ومن خلال إظهار التزام قوي بالأمن السيبراني، يمكن للشركات بناء الثقة مع عملائها، مما يؤدي إلى زيادة الولاء والعلاقات طويلة الأمد، حيث يساعد تنفيذ تدابير الأمن السيبراني القوية المؤسسات على بناء الثقة مع عملائها وشركائها وأصحاب المصلحة، وتعزز هذه التدابير الشفافية وتقلل بشكل كبير من مخاطر اختراق البيانات، وهذا يؤكد لأصحاب المصلحة المختلفين سلامة بياناتهم.

استنتاج:

يعد الأمن السيبراني مهمًا لأنه يحمي الأفراد والمنظمات من الهجمات السيبرانية وسرقة أو فقدان المعلومات الحساسة والسرية، كما يمكن للأمن السيبراني مراقبة الأنظمة لحماية البيانات الشخصية (معلومات تحديد الهوية الشخصية، والمعلومات الصحية المحمية، والتفاصيل المالية وما إلى ذلك)، والأسرار التجارية، والملكية الفكرية وأي معلومات حكومية حساسة.