أيهما أفضل: ERP On-premise مقابل ERP SaaS؟

تم النشر في :
المدونة / برنامج ERP السحابي

لم يعد نجاح الشركات اليوم مرهوناً فقط بجودة المنتج أو الخدمة التي تقدمها، بل أصبح مرهوناً أكثر بقدرتها على العمل بكفاءة واتخاذ قرارات دقيقة وفي الوقت المناسب. وهنا يظهر دور أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) كركيزة أساسية تدعم أي شركة تسعى للنمو والتميز.

فمن خلال التكامل بين الإدارات المختلفة؛ من المبيعات والمشتريات، إلى الموارد البشرية والمالية. يحول نظام ERP فوضى البيانات المبعثرة إلى رؤى واضحة وقرارات استراتيجية مبنية على معلومات لحظية.

لكن بمجرد أن تدرك الحاجة إلى هذا النظام، ستجد نفسك أمام سؤال استراتيجي:

أيهما أفضل: هل تختار ERP محلي (On-premise) يمنحك سيطرة كاملة داخل شركتك؟ أم تتجه نحو ERP سحابي (SaaS) يوفر لك مرونة وسرعة في التوسع؟

وفي هذا المقال سنجيب عن هذا التساؤل عبر مقارنة أنظمة ERP بعمق، لنضع بين يديك دليلًا عملياً يساعدك على اختيار النظام الأنسب لمستقبل شركتك.

أيهما أفضل: ERP On-premise مقابل ERP SaaS؟

إن مقارنة أنظمة ERP المحلية (On-premise) مع الحلول السحابية (SaaS)، لا تعني وجود خيار مثالي واحد يناسب جميع الشركات. فلكل نظام مزاياه وعيوبه التي قد تتلاءم مع احتياجات شركة وتختلف عن أخرى. وللوصول إلى القرار الأنسب، من المهم التعرف أولًا على خصائص كل منهما من حيث المزايا والتحديات التي يفرضها.

أولًا: نظام ERP المحلي

يعمل هذا النوع من الأنظمة عبر تثبيته على البنية التحتية الخاصة بالشركة، مثل الخوادم المحلية والأجهزة الداخلية. وتتم إدارته عادةً بواسطة فريق تكنولوجيا المعلومات داخل المؤسسة أو من خلال خبير خارجي يتولى الصيانة والتحديثات بشكل دوري. ورغم أن تطبيقه يحتاج إلى ميزانية كبيرة تشمل شراء البرامج والأجهزة، إضافة إلى التكاليف التشغيلية المستمرة، فإنه يمنح الشركات مستوى عالياً من التحكم الكامل في بياناتها وبنيتها التحتية. ولهذا السبب يعد خياراً مثالياً للقطاعات التي تُفرض عليها لوائح صارمة فيما يتعلق بالأمان والامتثال. ومع ذلك، يظل نطاق الوصول إليه محدوداً غالباً بالشبكة الداخلية للشركة فقط.

المزايا:

  • التحكم والأمان: يوفر النظام المحلي سيطرة كاملة على البيانات والبنية التحتية، وهو ما يجعله الخيار الأمثل للشركات التي تتعامل مع بيانات حساسة أو تخضع للوائح تنظيمية صارمة. فبقاء البيانات داخل بيئة الشركة الداخلية يقلل من المخاطر المرتبطة بالخصوصية والاختراقات السيبرانية.
  • تخصيص النظام: يتميز ERP محلي بمرونة عالية في التخصيص، حيث يمكن للشركات تعديل الأكواد، إضافة وحدات جديدة، أو دمج النظام مع تطبيقاتها الداخلية بشكل أكثر عمقًا. هذه الميزة تجعله مناسبًا للشركات ذات العمليات التشغيلية المعقدة أو التي تحتاج تكاملًا مع أنظمة قديمة.
  • تعزيز الأداء: بعض الشركات والمؤسسات تتعامل مع كميات هائلة من البيانات يوميًا، يوفر النظام المحلي استقرارًا وأداءً أسرع بفضل اعتماده على الشبكة الداخلية، بعيدًا عن أي تأثيرات محتملة لانقطاع الإنترنت.
  • الملكية: رغم أن التكلفة الأولية مرتفعة نسبيًا، إلا أن الشركات تصبح مالكة للبرنامج والبنية التحتية بالكامل، دون رسوم اشتراك متكررة. وهو ما يجعله الاختيار الاأنسب عند مقارنة أنظمة ERP، خصوصًا للشركات التي تفضل الأصول المملوكة على المصاريف التشغيلية المستمرة.

العيوب:

  • التكاليف الأولية المرتفعة: تطبيق نظام ERP محلي يتطلب استثمارًا كبيرًا في البداية، يشمل ذلك شراء الخوادم، أجهزة الشبكة، تراخيص البرمجيات، تكاليف التركيب، وتوظيف أو تدريب الفريق التقني المسؤول عن إدارة النظام. وهو ما يجعل هذا الاختيار عائقًا أمام الشركات الصغيرة والناشئة.
  • الصيانة والتحديثات: من أبرز التحديات في ERP محلي أن مسؤولية إدارة الصيانة والتحديثات تقع بالكامل على عاتق الشركة. ويشمل ذلك التحديثات الأمنية، إصلاح الأعطال، ترقية الوحدات، وإدارة البنية التحتية. هذه العمليات غالبًا ما تكون معقدة وتستهلك وقتًا وجهدًا كبيرين من فريق تقنية المعلومات، مما قد يتسبب أحيانًا في توقف النظام عن العمل لفترات مؤقتة. على عكس أنظمة ERP السحابي، التي يدير فيها المزود هذه المهام بشكل تلقائي، هذا بالإضافة لما تحتاجه الشركات المالكة للنظام المحلي من استثمار في الموارد البشرية والتقنية للضمان استقرار النظام وأمانه.
  • المرونة والقابلية للتوسع: رغم قوة ERP المحلي في التحكم الكامل بالبيانات والبنية التحتية، إلا أن أحد أبرز عيوبه يتمثل في محدودية المرونة وصعوبة التوسع. فإضافة مستخدمين جدد، أو توسيع نطاق استخدام النظام ليتناسب مع نمو الشركة، كثيرًا ما يتطلب استثمارات إضافية في الخوادم والأجهزة، إلى جانب تحديثات معقدة للبنية التحتية. وهذا لا يستهلك وقتًا وميزانية كبيرة فحسب، بل قد يعيق سرعة استجابة الشركة لمتغيرات السوق. وعلى العكس، يتيح ERP سحابي التوسع بسهولة وسرعة من خلال خطط اشتراك مرنة يمكن تعديلها حسب الحاجة، مما يجعله خيارًا أكثر توافقًا مع بيئات الأعمال المتغيرة.
  • تقييدات الوصول: تقييدات الوصول: أنظمة ERP المحلية تتيح وصول محدود للبيانات من خلال الاتصال بالشبكة الداخلية للشركة، وهو ما قد يعيق الموظفين في حالة العمل عن بعد، أو من مواقع مختلفة. مما قد ينعكس سلبًا على الإنتاجية والمرونة في بيئة العمل الحديثة.

ثانيًا: نظام ERP السحابي

يعمل نظام ERP السحابي من خلال استضافته على خوادم مزود الخدمة السحابية، مما يلغي الحاجة إلى إنشاء أو إدارة بنية تحتية داخلية للشركة. ويتولى المزود مسؤولية الصيانة والتحديثات بشكل كامل، وهو ما يخفف العبء عن فرق العمل ويوفر وقتاً وجهداً كبيرين. ويعتمد هذا النظام على نموذج اشتراك شهري أو سنوي، يشمل التراخيص والتحديثات والصيانة. إضافة إلى ذلك، يتيح النظام مرونة عالية في الوصول من أي مكان عبر الإنترنت، مع قدرة كبيرة على التوسع والتكيف مع متطلبات واحتياجات الأعمال المتغيرة.

المزايا:

  • تكاليف أولية منخفضة: من أبرز مزايا ERP السحابي انخفاض التكاليف الأولية بشكل كبير، فالشركات لا تحتاج إلى استثمار مبالغ ضخمة في شراء الخوادم، أو التراخيص، أو تكاليف التركيب. بدلًا من ذلك، تقوم الشركات بدفع رسوم اشتراك شهرية أو سنوية لمزود الخدمة.
  • التطبيق والتحديثات: الاعتماد على نظام ERP سحابي يُمكن الشركات من سرعة التطبيق والاستخدام في غضون أيام أو أسابيع، كما أن مزود الخدمة هو من يتولي القيام بعمليات الصيانة والتحديثات الدورية. مما يضمن حصول الشركات على أحدث المزايا سواء الأمنية أو الوظيفية دون أي تدخل تقني من جانبها.
  • الوصول من أي مكان: تتيح أنظمة ERP السحابية الوصول للنظام والبيانات من أي مكان وبأي وقت يتوفر فيه اتصال بالإنترنت، وهو ما يدعم بيئات العمل المرنة، العمل عن بعد، وخاصةً الشركات التي لديها فروع متعددة أو فرق عمل متنقلة. وهو ما يعزز من الكفاءة والإنتاجية والتعاون.
  • الأمان: تتميز أنظمة ERP السحابية بقدرتها على توفير مستويات عالية من الأمان قد تتجاوز ما تستطيع معظم الشركات توفيره داخليًا. فمزودو الخدمات السحابية يستثمرون بشكل مستمر في أحدث تقنيات الحماية، ويعتمدون على فرق متخصصة في الأمن السيبراني، بالإضافة إلى تطبيق بروتوكولات صارمة للنسخ الاحتياطي واستعادة البيانات عند حدوث أي خلل أو فقدان. وعلى عكس ERP محلي الذي تتحمل فيه الشركة وحدها مسؤولية حماية بياناتها، يخفف النظام السحابي هذا العبء عبر ضمان بيئة أكثر أمانًا واستقرارًا.

العيوب:

  • محدودية التحكم: من أبرز التحديات في ERP سحابي أن الشركة تفقد جزءًا من التحكم المباشر في بنيتها التحتية وبياناتها. فاستضافة النظام تتم من خلال طرف ثالث (مزود الخدمة السحابية)، وهو ما قد يثير القلق لدى بعض الشركات التي تفضل الاحتفاظ بالسيطرة الكاملة على بيئتها التكنولوجية. وبينما يتيح هذا النموذج مرونة وسهولة في الإدارة، إلا أنه لا يمنح نفس مستوى التحكم الذي يميز ERP المحلي.
  • العمل من خلال الاتصال بالإنترنت: أنظمة ERP السحابية تتطلب العمل من خلال الاتصال بالإنترنت من أجل الوصول للنظام، وهو ما قد يتسبب في توقف العمل في حالة انقطاع الاتصال لأي سبب. مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية.
  • التخصيص: رغم أن ERP السحابي يقدم للشركات مجموعة متنوعة من خيارات التخصيص، إلا أن مرونته تبقى محدودة مقارنةً بما يوفره ERP المحلي. فعند إجراء مقارنة أنظمة ERP، نلاحظ أن الحلول السحابية لا تسمح غالبًا بتعديل الأكواد البرمجية بشكل عميق أو بناء وحدات معقدة كما هو الحال في الأنظمة المحلية. وهذا يجعلها أقل ملاءمة للشركات التي تمتلك عمليات معقدة أو احتياجات فريدة تتطلب حلولًا مصممة خصيصًا، بينما يمنح النظام المحلي حرية أكبر في التخصيص والتكامل مع الأنظمة القديمة والتطبيقات الداخلية.
  • التكلفة على المدى الطويل: رغم أن التكاليف الأولية في ERP السحابي تبدو منخفضة، إلا أن إجمالي التكلفة قد يرتفع على المدى الطويل مقارنةً بـنظام ERP المحلي. ويظهر ذلك بشكل خاص في الشركات التي تعتمد على النظام لفترات طويلة، حيث قد تتجاوز رسوم الاشتراكات المتكررة قيمة الاستثمار لمرة واحدة في النظام المحلي. لذلك يصبح من الضروري إجراء تحليل مالي شامل للتكاليف على المدى الطويل قبل اتخاذ القرار النهائي.

ختامًا:

 من خلال مقارنة أنظمة ERP السحابية بالأنظمة المحلية نستنتج أن كل منهم يعتمد على احتياجات ومتطلبات كل شركة. فكل نظام منهم يحتوي على مجموعة من المزايا والعيوب، والخيار الأفضل هو الذي يتوافق كليًا مع الاحتياجات التشغيلية للشركات، وأهدافها طويلة المدى، والميزانية المتاحة.

وقبل الحسم، يُنصح دائمًا بإجراء تحليل شامل للاحتياجات الحالية والمستقبلية، وتقييم الموارد الداخلية، مع الاستعانة بخبراء تقنيين عند الحاجة، لضمان اختيار الحل الأكثر توافقًا مع متطلبات العمل وضمان استدامة النمو.

 

لمزيد من المعلومات عن انظمة فكرة للبرمجيات :

برنامج حسابات ومخازن

برنامج erp

برنامج للارشفة

برنامج إدارة مكاتب المحاماة

برنامج مطاعم

برنامج عيادات

برنامج عقارات

برنامج ادارة جيم


tags :
tags

نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح
خطأ: برجاء إعادة المحاولة