تحديات تطبيق نظام HR في الشركات النامية

تم النشر في :
المدونة / الرقمنة

تسعى الشركات النامية إلى تحقيق التميز، والمنافسة من خلال محاولة تقديم خدمات أو منتجات أفضل تساهم في جذب العملاء المحتملين، والعمل على تعزيز ثقتهم بما تقدمه. وفي ظل هذه المنافسة والرغبة في النمو والنجاح وتحقيق الاستدامة، يحاول أصحاب تلك الشركات  تعزيز أهمية العنصر البشري. وذلك لمعرفتهم بأهميته في المساهمة في تحقيق أهداف الشركة، وذلك من خلال الاهتمام بإدارة الموارد البشرية باعتبارها شريك استراتيجي يساهم بفاعلية في صياغة رؤية الشركة وتنفيذ أهدافها. ولكن هناك عديد من التحديات التي تواجهها الشركات النامية عند الرغبة في تطبيق نظام HR، وهو ما يمثل عقبة لأصحاب الشركات.
ومن خلال هذا المقال، نستعرض أهمية تطبيق نظام موارد بشرية للشركات النامية، وأبرز التحديات التي قد تعيق تطبيق تلك الأنظمة، ونقدم توصيات تساعد على التغلب عليها.

أهمية تطبيق نظام HR في الشركات النامية

أنظمة الموارد البشرية تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الشركات النامية، وذلك من خلال تحسين الانتاجية، وتعزيز مشاركة الموظفين، وضمان الامتثال القانوني، والعمل على جذب أفضل الكفاءات. ويرجع ذلك لما تحتويه تلك الأنظمة من أدوات فعالة تعمل على أتمتة المهام الروتينية التي تقوم بها أي إدارة موارد بشرية، على سبيل المثال إدارة الرواتب، والإجازات، وإدارة عقود الموظفين. بالإضافة لتوفير الوقت والجهد من أجل التركيز على المهام الأكثر أهمية. مثل تخطيط القوى العاملة، تتبع أداء الموظفين وتحليله لتوفير البرامج التدريبية لتطوير مهاراتهم، بناء بيئة عمل إيجابية تعزز من ثقة وولاء الموظفين.

كافة تلك الأسباب وغيرها الكثير، من شأنه اختصار الكثير من الوقت على الشركات النامية، من أجل تحقيق أهداف النمو والاستدامة وتعزيز المنافسة في سوق العمل سريع التطور.

أبرز تحديات تطبيق نظام HR في الشركات النامية

  1. محدودية الميزانية

أحد أكبر التحديات التي تمثل عقبة للشركات النامية في تطبيق نظام موارد بشرية هو محدودية الموارد المالية، والتكاليف الأولية المرتفعة. خاصةً في حالة الرغبة في الاستثمار في الأنظمة ذات الحلول المتكاملة، لما توفره من مرونة وسهولة في تنفيذ المهام وتدفق البيانات وغيرها الكثير. خاصةً أن الأمر لا يقتصر فقط على تكاليف النظام، ولكنه يشمل أيضاً تكاليف التنفيذ، والتدريب، والصيانة، والرغبة في تخصيص النظام ليتناسب مع احتياجات الشركة. وهو ما يمثل صعوبة في اتخاذ قرار الاستثمار في تلك الأنظمة.

الحلول المقترحة:

  • البحث عن الحلول البرمجية: التي تعمل على توفير اشتراكات شهرية أو سنوية بأسعار تناسب الشركات النامية. والعمل على الاستثمار فيها كحل أولي بدلاً من الاستثمار في البرامج الأكثر تطوراً.
  • البدء بالمزايا الرئيسية: يمكن للشركات العمل على تطبيق نظام HR في المهام الرئيسية والتي تعمل على توفير الكثير من الوقت والجهد، مثل إدارة الرواتب، والعقود، والتعيينات. ومن ثم العمل على التوسع بشكل تدريجي في المستقبل.
  1. نقص الخبرة والمعرفة التقنية

العديد من الشركات النامية لا يملك موظفي الموارد البشرية لديها الخبرة التقنية الكافية لاختيار نظام HR مناسب، أو إدارته والعمل من خلاله. وذلك بسبب التعود على تنفيذ المهام بالطرق التقليدية، وعدم الإطلاع على المستجدات في ما يخص أنظمة الـ HR وطريقة عملها. وهو ما قد يتسبب في اختيار نظام غير متناسب مع احتياجات الشركة، والفشل في إدارته.

الحلول المقترحة:

  • الاستعانة بمستشارين خارجيين: يمكن للمختصين في مجال الموارد البشرية العمل على تقييم احتياجات الشركة، والعمل على توجيه عملية اختيار النظام المناسب وتطبيقه بنجاح.
  • البرامج التدريبية: اعمل على توفير برامج تدريبية لموظفي الموارد البشرية، من أجل التعرف على خصائص وأدوات نظام HR. وكيفية استخدامه في أداء المهام، وتحقيق أقصى استفادة منه.
  1. مقاومة التغيير

بعض التحديات التي تواجهها الشركات النامية عند تطبيق نظام HR، هو مقاومة التغيير من قبل الموظفين. وذلك بسبب اعتيادهم على تنفيذ المهام من خلال الطرق التقليدية، والخوف من أن تؤثر التكنولوجيا على أدوارهم الوظيفية.

الحلول المقترحة:

  • التواصل الفعال: وذلك من خلال عقد مناقشات مع الموظفين، وشرح فوائد تطبيق نظام HR على كل من الشركة والموظف. وكيف يساهم ذلك في تعزيز مهاراتهم وليس الاستغناء عنهم، وقدرتهم على الإدارة.
  • تعزيز المشاركة: عقد مناقشات مع موظفي الموارد البشرية، واستطلاع آرائهم عن الأنظمة المختلفة. وذلك من أجل تعزيز الثقة بين الشركة والموظف.
  1. نقص البيانات الداعمة لاتخاذ القرار

تعاني بعض الشركات الناشئة من نقص البيانات المتعلقة بإدارة الموارد البشرية، وذلك نتيجة عدم وجود قاعدة بيانات مركزية، وتكرار بعض البيانات أو وجود أخطاء نتيجة التسجيل اليدوي، وغيرها من الأسباب. هذا النقص واحد من التحديات التي تعيق الشركات النامية من تحليل أداء الموظفين، وعدم القدرة على تحديد احتياجات التدريب، واحتياجات القسم، وغياب التخطيط للقوى العاملة بفعالية. وهو ما قد يؤثر على إمكانية تحقيق الاستفادة المرجوة من تطبيق نظام HR.

الحلول المقترحة:

  • مقاييس الأداء الرئيسية (KPIs): تحديد مؤشرات قياس الأداء التي يجب تتبعها من أجل قياس أداء كل ما يتعلق بقسم الموارد البشرية.
  • جمع وتحديث البيانات: من خلال تطبيق نظام موارد بشرية، يمكن العمل على إنشاء قاعدة بيانات مركزية تحتوي على كافة البيانات، والتي يتم تحديثها تلقائياً. والاستفادة من تقارير تحليل الأداء لاتخاذ القرارات المستنيرة.
  1. صعوبة اختيار نظام موارد بشرية مناسب

مع توافر الكثير من أنظمة الموارد البشرية، واختلاف ما تقدمه من حلول سواء كانت متكاملة، أو أنظمة ذات مزايا محدودة. قد تقع الشركات النامية في صعوبة، وذلك من حيث القدرة على اتخاذ قرار اختيار نظام HR مناسب لاحتياجاتها. وهو ما قد يتسبب في اختيار نظام موارد بشرية لا يتماشى مع تلك الاحتياجات بدقة.

الحلول المقترحة:

  • تحديد الاحتياجات: قبل البحث عن نظام موارد بشرية، يجب أولاً العمل على تحديد وتقييم احتياجات الشركة. والعمل على وضع الأهداف المتناسبة مع تحسين تلك الاحتياجات.
  • البحث والمقارنة: إجراء عملية بحث شاملة، والعمل على اختيار الأنظمة الأكثر ملائمة لتلك الاحتياجات. ومن ثم المقارنة بين ما يقدمه كل نظام من حلول ومزايا، وقراءة مراجعات المستخدمين وتوصياتهم.
  • طلب عروض تقديمية (Demos): بعض الشركات توفر فترة تجريبية لنظام HR الخاص بها، وذلك للتأكد من توافقه مع احتياجاتك قبل الاستثمار والشراء.

استراتيجيات التغلب على تحديات تطبيق نظام HR

التحديات التي تواجهها الشركات النامية عند العمل على تطبيق نظام موارد بشرية، يمكن التغلب عليها بمرونة من خلال وضع الاستراتيجيات الفعالة. والتي تتمثل في التالي:

  • وضع خطة واضحة: قبل البدء في تطبيق أي نظام HR، يجب وضع خطة واضحة للأهداف المطلوب تحقيقها، والاحتياجات المطلوب تحسينها، وتحديد ميزانية النظام، والموارد المطلوبة للتنفيذ.
  • التوسع تدريجياً: ليس بالضرورة البدء بالاعتماد على نظام موارد بشرية ذو حلول متكاملة، يمكن البدء ببرمجيات ذات أنظمة محدودة وذات فعالية، ومن ثم العمل على التوسع تدريجياً في نظام أكثر تطوراً.
  • تعزيز مشاركة الموظفين: لتحقيق أقصى استفادة من النظام، يجب العمل على توعية الموظفين بأهمية أنظمة الموارد البشرية على العمل وعلى الأداء الوظيفي. وتوفير الدعم والدورات التدريبية للموظفين للتمكن من استخدام أدوات النظام.
  • قياس العائد على الاستثمار (ROI): قياس العائد على الاستثمار من نظام HR يساعد الشركات النامية في تحديد ما إذا كان النظام يؤتي ثماره أم لا، وذلك من أجل تحديد أي نقاط بحاجة إلى تحسين فوري.

ختاماً:

تطبيق نظام HR في الشركات النامية ضرورة لا غنى عنها، وذلك لبناء بنية تحتية قوية لإدارة الموارد البشرية، والاستثمار في العنصر البشري، والمساهمة في تحقيق النمو والنجاح المطلوب. وبالرغم من وجود العديد من التحديات التي قد تعيق أصحاب تلك الشركات، ولكن من خلال التخطيط الجيد، ووضع الأهداف القابلة للتحقيق، والاستثمار في العنصر البشري في إدارة الموارد البشرية. يمكن بسهولة مواجهة تلك التحديات والتغلب عليها وتحقيق المكاسب التي تعزز من استدامة الشركة.


برنامج حسابات ومخازن
برامج محاسبة

برنامج erp
نظام الأرشفة الإلكترونية
برنامج مطاعم
برنامج ادارة جيم
 


tags :
tags

نشر :
التصنيف: الرقمنة

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح
خطأ: برجاء إعادة المحاولة