مفاتيح النجاح في مشاريع التحول الرقمي

تم النشر في :
المدونة / الرقمنة

تخيل أنك قررت تحديث شركتك بالكامل، والعمل على تطبيق منهجية التحول الرقمي، ولكن في النهاية لم تحصل على النتائج المتوقعة؟. يعتقد الكثير من أصحاب العمل بأن نجاح أي مشاريع تقنية وخاصةً تلك المتعلقة بتطبيق تقنيات تحول رقمي للشركة، يعتمد فقط على شراء النظام المناسب. وهو ما ليس بصحيح، هناك عوامل أخرى تحتاج إلى التخطيط لها وتحقيقها بشكل واضح ومنظم،  للتأكد من نجاح مشاريع التحول الرقمي.

وفي هذه المقالة، سنتعرف معاً على ما هي مفاتيح النجاح في مشاريع التحول الرقمي؟. وذلك للتأكد من تحقيق أقصى استفادة من الاستثمار في تلك الحلول الرقمية.

ما المقصود بالتحول الرقمي؟

التحول الرقمي، ليس مجرد شراء برمجيات جديدة، أو العمل على تحديث الأنظمة القديمة. ولكنه يعتبر عملية تغيير جذري في كل ما يتعلق بالعمليات التشغيلية، وثقافة الشركة، ونموذج الأعمال التي تتبعه الشركة. وذلك من خلال دمج التكنولوجيا الرقمية في كافة جوانب العمل داخل الشركة، وهو ما يساهم في تحقيق العديد من المزايا للشركات، ومنها:

  • تحسين تجربة العملاء: وذلك من خلال توفير قنوات اتصال رقمية متعددة، وتجارب استخدام سلسة، وتخصيص الخدمات.
  • تحسين الكفاءة التشغيلية: تساعد أتمتة مهام سير العمل على تحسين تدفق البيانات، وزيادة سرعة الاستجابة، وتعزيز كفاءة العمل بين الفرق المختلفة. وهو ما يعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية.
  • تعزيز النمو والنجاح: الاعتماد على تقنيات وأدوات التحول الرقمي، يساعد على تحقيق أقصى استفادة من البيانات التي تملكها الشركات. وهو ما يساهم في الحصول على رؤى واستراتيجيات جديدة، تعمل على تعزيز خطوات النمو والنجاح المستقبلي.

مفاتيح النجاح في مشاريع التحول الرقمي

كي تضمن تحقيق تحول رقمي ناجح لشركتك، والتأكد من أن استثماراتك في تلك التقنيات تؤتي ثمارها. يجب أن تعمل على اتباع مفاتيح النجاح المتمثلة في العوامل التالية:

  1. وجود رؤية واستراتيجية متكاملة

قبل البدء في تطبيق أي مشاريع تقنية، يجب أولاً التأكد من وجود رؤية واضحة ومحددة، مدعومة بخطة استراتيجية. وتعتمد تلك الرؤية على تحديد العوامل التالية:

  • ما هو الهدف من تطبيق تقنيات التحول الرقمي؟ هل هو الرغبة في زيادة المبيعات، أم تحسين الكفاءة التشغيلية، أم تعزيز تجربة العملاء، أم كل ما سبق؟
  • ما هي التقنيات أو الأدوات التي ترغب في اعتمادها؟
  • تقييم الوضع الحالي للشركة، وتحديد المشاكل التي يجلب على حلها من خلال تقنيات التحول الرقمي.
  • كيفية تطبيق التحول الرقمي على النموذج العملي للشركة؟
  • تحديد الجدول الزمني المتوقع للانتهاء من تطبيق التحول الرقمي.

كما يجب التأكد من وضع أهداف قابلة للقياس، والتحقيق، وأن تكون محددة، وذات صلة. كما يجب التأكد من أن  الاستراتيجية المتعلقة بتحقيق تحول رقمي ناجح للشركة، متكاملة مع الاستراتيجية العامة للشركة وغير منفصلة عنها.

  1. التركيز على تجربة العملاء

من الأهداف الرئيسية لتطبيق أي مشاريع تقنية أو تحول رقمي، هو التأكد من تحسين تجربة العملاء وتقديم قيمة مضافة له. وللتأكد من تحقيق ذلك، يجب التأكد من تحقق الأهداف التالية:

  • ما هي الخدمات الجديدة أو المحسنة التي سيتم تقديمها للعملاء؟
  • كيف يمكن لتقنيات التحول الرقمي من تحسين تجربة العميل؟
  • هل يعزز ذلك من ولائهم لعلامتك التجارية أم لا؟

هذا بالإضافة لما تحققه أدوات التحول الرقمي من تحليلات لبيانات العملاء، التي تساهم في فهم سلوك العملاء بشكل أكثر دقة. وهو ما يساهم في تحقيق نتائج ملموسة تعزز من ولاء العملاء، وجذب عملاء جدد.

  1. تأهيل الموظفين

أحد أكبر التحديات التي تواجهها الشركات أثناء تطبيق تقنيات التحول الرقمي ليس التكنولوجيا نفسها أو تحديث الأنظمة، بل هو العنصر البشري. لهذا يجب العمل على تأهيلهم، وتدريبهم من خلال إدارة التغيير. وذلك عن طريق اتباع التالي:

  • إشراك الموظفين: السماح لهم بالمشاركة في عمليات التخطيط والتنفيذ، والاستماع لآرائهم. وهو ما يزيد من شعورهم بالانتماء والقابلية للتغيير.
  • التواصل المستمر: يجب العمل على التواصل معهم، وشرح أسباب العمل على تحقيق تحول رقمي لكافة جوانب العمل، وما يحققه ذلك من نجاح وتطور على مستوى المهام، ومستوى الأداء التنفيذي لهم، وتعزيز مهاراتهم.
  • التدريب المستمر: العمل على توفير برامج تدريبية، تساعدهم على اكتساب المهارات الرقمية اللازمة. وذلك كي يتمكنوا من العمل من خلال أدوات التحول الرقمي وأي مشاريع تقنية داخل الشركة بكفاءة وفعالية.
  • بناء ثقافة التجربة والابتكار: العمل على تشجيع الموظفين من التجربة والتعلم من الأخطاء، وهو ما يساهم في توفير بيئة عمل داعمة للابتكار والتكيف مع التغييرات.
  1. تطوير البنية التحتية الرقمية

نجاح أي مشاريع تقنية يعتمد على البنية التحتية التقنية، حيث يجب أن تتسم بالمرونة، القابلية للتطوير والتوسع في المستقبل، وذلك بناءًا على أهداف الشركة طويلة المدى. ويشمل هذا التالي:

  • الحوسبة السحابية: الاعتماد على أنظمة الحوسبة السحابية يوفر للشركة المرونة اللازمة، والقابلية للتوسع والأمان اللازمين لدعم خدمات التحول الرقمي.
  • الاعتماد على الأنظمة المتكاملة: بدلاً من العمل على تحديث الأنظمة أو شراء حلول منفصلة لا تدعم التكامل والربط مع بعضها البعض، يفضل الاعتماد على أنظمة تحول رقمي تتسم بالتكامل بسهولة. وذلك لضمان تدفق البيانات بسلاسة، وتحسين سير عمل المهام اليومية.
  • التركيز على الأمن السيبراني: مع زيادة الاعتماد على تقنيات التحول الرقمي، يصبح دور الأمن السيبراني أكثر أهمية. وذلك لضمان حماية بيانات الشركة من التعرض لأي هجمات إلكترونية. لهذا يجب التأكد من الاستثمار في حلول أمنية قوية تدعم كفاءة حماية البيانات.
  • تحديث الأنظمة القديمة: هناك بعض حلول وتقنيات التحول الرقمي التي تعمل من خلال الربط مع الأنظمة المستخدمة داخل الشركات، لهذا تأكد من تحديث الأنظمة لديك لتتوافق مع أي مشاريع تقنية تستخدمها داخل الشركة، وضمان تحقيق أقصى استفادة منها.
  1. الاستفادة من البيانات والتحليلات

كي تتمكن من تحقيق أقصى استفادة من تقنيات التحول الرقمي، وتحقيق أقصى عائد من الاستثمار فيها. ، يجب أن تعمل على الاستفادة من ما توفره تلك التقنيات من رؤى وتحليلات، والتي تعد ميزة تنافسية هائلة. حيث توفر تلك الرؤى العديد من المزايا التي تساهم في تحقيق الاستدامة والنمو ومن تلك المزايا ما يلي:

  • تعزيز تجربة العملاء: وذلك من خلال توفير بيانات أكثر دقة عن سلوكياتهم الشرائية، وتوقعاتهم المستقبلية والقدرة على تحديد احتياجاتهم بشكل أكثر كفاءة. وهو ما يساهم في تخصيص تجربة المستخدم بشكل يساهم في تعزيز ولائهم للعلامة التجارية.
  • اتخاذ القرارات المستنيرة: توفر أدوات التحول الرقمي رؤى مستقبلية عن سوق العمل، وتحديد الاتجاهات التي  يمكن للشركات تطبيقها من خلال وضع الأهداف الاستراتيجية التي تساهم في تطبيق ذلك بشكل أكثر فعالية.
  • إدارة المخاطر بفعالية: القدرة على توقع المخاطر المستقبلية، ووضع الخطط المسبقة لمواحهتها. هو ما يميز شركة عن أخرى. وهو ما توفره تقنيات التحول الرقمي، من خلال توقع المخاطر، ووضع طرق مواجهتها في حال حدوثها بشكل فعلي.
  1. قياس الأداء وتحقيق العائد على الاستثمار

للتأكد من نجاح مشاريع التحول الرقمي وتحقيقها للأهداف المطلوبة منها، يجب أن يتم وضع نظام يمكن الشركات من قياس الأداء، وتتبع العائد على الاستثمار (ROI). وذلك من خلال تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)، ومراقبتها باستمرار. ومن ضمن تلك المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها:

  • قياس أداء العمليات التشغيلية: من خلال تحسين الكفاءة، تقليل وقت الدورة الإنتاجية، أتمتة العمليات.
  • قياس الأداء المالي: هل هناك زيادة في المبيعات؟، انخفاض في التكاليف، وزيادة في الأرباح.
  • قياس مدى رضا العملاء: معدل الاحتفاظ بالعملاء، انخفاض معدلات الشكاوى، معدل تحول الزوار.

تلك المؤشرات وغيرها، يساهم في التأكد ما إذا كان الاستثمار في تحديث الأنظمة، وتطبيق أي أدوات تحول رقمي داخل الشرمة حقق النتائج المرجوة أم لا؟. وذلك للعمل على إجراء أي تعديلات مطلوبة.

ختاماً:

تذكر أن مفاتيح النجاح في مشاريع التحول الرقمي، وتحديث الأنظمة، هي عبارة عن عدد من الخطوات التي يجب التأكد من الالتزام بها، وتحقيقها بكفاءة وفاعلية للحصول على العائد من الاستثمار في أي مشاريع تقنية تعتمدها الشركة. وتلك الخطوات تلتزم الاستمرارية، والتحسين الدائم، والقدرة على التكيف مع التغيرات.

لهذا ابدأ بوضع رؤية واستراتيجية واضحة، ركز على تعزيز تجربة العملاء، استثمر في موظفيك، استفد من البيانات. ولا تنسى تتبع مؤشرات الأداء وقياسها بشكل دوري، لتتبع التقدم وحل أي مشكلات قبل تفاقمها وتأثيرها على الإنتاجية والعمليات التشغيلية.


برنامج حسابات ومخازن
برنامج مبيعات

برنامج erp
برنامج للارشفة
برنامج مطاعم
 


tags :
tags

نشر :
التصنيف: الرقمنة

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح
خطأ: برجاء إعادة المحاولة