لا يزال البعض يعتقد بأن إدارة الموارد البشرية، لا تتعدى كونها مسؤولة فقط عن تعيين الموظفين الجدد، والتأكد من استيفاء أوراق التعيين الخاصة بهم، وتتبع مواعيدهم، وإدارة الأجازات، وغيرها من الأمور التقليدية في الإدارة. ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، فمع التغيرات في بيئة العمل، وسعي الشركات لتطوير عملياتها الداخلية لتحقيق النمو والاستدامة. أصبحت إدارة الموارد البشرية الآن، هي أساس نجاح أي مؤسسة. حيث تعد تلك الإدارة منظومة شاملة، تهدف إلى التخطيط لتطوير الموظفين، لتمكينهم وتعزيز أدائهم الوظيفي، والبحث عن كيفية توفير العوامل التي تساعد على تحسين بيئة العمل من كافة الجوانب.
ومن خلال هذا المقال، سنتعرف على أهمية إدارة الموارد البشرية. وما هي الاستراتيجيات المتبعة لتحليل وتقييم الأداء عن طريق استخدام الأدوات الرقمية مثل DocSuite HCM؟
أهمية إدارة الموارد البشرية
تعرف إدارة الموارد البشرية الآن ب رأس المال البشري، وذلك لكونها من الأصول الأكثر قيمة داخل أي مؤسسة، ولها تأثير مباشر على الأداء والربحية. وأطلق عليها هذا المصطلح، بسبب تغير الاتجاهات في تلك الإدارة من الطرق التقليدية ذات المسؤوليات الروتينية، إلى مسؤوليات أكثر شمولاً. حيث تعمل تلك الإدارة على تحقيق التمكين الوظيفي بدءًا من تخطيط القوى العاملة، وتحديد احتياجات الشركة من المواهب سواء في الوقت الحالي أو مستقبلياً، تحديد الفجوات في المواهب للعمل على تطويرها، تقييم الأداء، تحديد البرامج التدريبية، تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وغيرها الكثير من الأمور التي تساعد على إظهار قدرات كافة الموظفين، وتحسين بيئة العمل والتحفيز الداخلي. بالإضافة إلى تعزيز الولاء وتقليل التسرب الوظيفي.
استراتيجيات إدارة رأس المال البشري من التوظيف إلى التمكين
-
تخطيط القوى العاملة
تخطيط القوى العاملة هو الأساس الذي تبنى عليه عملية التوظيف داخل أي مؤسسة، ويعتمد هذا التخطيط على تحليل عدد من البيانات، وتوقعات النمو المستقبلية. وتتضمن تلك البيانات ما يلي:
- تحليل المهارات الوظيفية المطلوبة في الوقت الحالي، ومستقبلياً.
- ربط إدارة الموارد البشرية بالأهداف الاستراتيجية الخاصة بالمؤسسة.
- وضع خطط التطوير الوظيفي لكل منصب داخل المؤسسة.
وهنا يأتي دور حلول أنظمة التحول الرقمي مثل DoSuite HCM، والتي تساهم في توفير بيانات دقيقة من خلال أدوات التحليل الذكي. للمساهمة في تخطيط القوى العاملة بكفاءة وفعالية، من خلال رصد الفجوات المهارية داخل الأقسام المختلفة، والعمل على اقتراح كيفية سد تلك الفجوات سوءا من خلال البرامج التدريبية، أو اقتراح عوامل جذب الكفاءات المطلوبة.
-
التوظيف والاستقطاب
عملية التوظيف ليست مجرد ملء المناصب الفارغة داخل المؤسسة، ولكنها أول خطوة في تحسين الكفاءة الإنتاجية والعمليات التشغيلية. وذلك من خلال جذب واستقطاب أفضل المواهب. لهذا يجب التخطيط لتلك المهمة بشكل جيد، وذلك من خلال العمل على تضمين البيانات التالية عند صياغة ونشر الإعلانات الوظيفية:
- وصف واضح وجذاب: يجب تضمين كافة المهام الوظيفية بوضوح، والمهارات المطلوبة، ومزايا العمل في المؤسسة.
- الاعتماد على أكثر من قناة توظيفية: أصبحت القنوات الوظيفية الآن متعددة على سبيل المثال، مواقع التوظيف التقليدية، وسائل التواصل الاجتماعي، النشرات الداخلية للمؤسسة. لهذا يجب الاعتماد على أكثر من قناة للوصول للكفاءات المطلوب استقطابها.
- معايير المقابلات الوظيفية: المقابلات الوظيفية الآن أًصبحت أكثر من مجرد لقاء روتيني لمدة دقائق، تتضمن أسئلة تقليدية. فهناك معايير أخرى يجب تطبيقها لضمان الاختيار بذكاء، مثل اختبارات المهارات ذات الصلة بالوظيفة المطلوبة، وضع معايير تقييم الأداء للمهارات الوظيفية، والسلوكية بما يتوافق مع ثقافة وقيم المؤسسة.
- توفير تجربة إيجابية: توفير تجربة إيجابية للمرشحين الغير مختارين، وذلك من خلال شرح أسباب عدم توظيفهم بشكل عملي واحترافي.
وتنفيذ تلك الخطوات بالطرق التقليدية يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد، لهذا تعمل أنظمة الحلول الرقمية الخاصة بإدارة الموارد البشرية مثل DocSuite HCM. على أتمتة عملية التوظيف والاستقطاب، وذلك من خلال توفير نظام متكامل يساهم في صياغة المتطلبات الوظيفية بكفاءة، ويتلقى عدد لا محدود من طلبات المتقدمين عبر كافة القنوات مثل البريد الإلكتروني، أو موقع الشركة، وغيرها. ويتم تصفية تلك الطلبات بناءًا على المعايير المحددة. ومن ثم العمل على تحديد مواعيد المقابلات، وإرسال إشعارات بها لكل من مسؤول الموارد البشرية والمتقدم. والعمل على تقييم أداء الاختبارات والمقابلات، للمساهمة في تعزيز عملية الاختيار.
-
التدريب والتطوير
الاستثمار في رأس المال البشري، يبدأ من خلال توفير تطوير مهارات الموظفين، وتوفير البرامج التدريبية ذات الفعالية. وهو ما تعمل إدارة الموارد البشرية على تحقيقه، من خلال التالي:
- برامج تدريبية: تطوير تخطيط القوى العاملة، ومعرفة الفجوات أو نقاط الضعف لدى الفرق المختلفة، نبدأ إدارة الموارد البشرية بوضع المواد التدريبية المناسبة. وذلك من خلال الدورات، وورش العمل، والتعلم الإلكتروني. وتضمن تلك الدورات المهارات الفنية ذات الصلة بالوظيفة، والمهارات الشخصية.
- التوجيه والإرشاد: وذلك من خلال عقد مناقشات تجمع بين الموظفين الأكثر خبرة، والآخرين. من أجل مشاركة خبراتهم العملية، وتبادل الأراء، ونقل المعرفة. وتحسين التواصل بين الفرق المختلفة.
- المسارات المهنية: عند وضع أسس تخطيط القوى العاملة، يجب وضع المسارات المهنية لكل وظيفة، وفرص الترقي بها وكيفية تحقيقها. وتعريف الموظفين كيف يتم تقييم الأداء الخاص بهم للحصول على الترقيات، وهو ما يساهم في تحفيزهم، وتعزيز التمكين الوظيفي.
-
تقييم الأداء الوظيفي
تقييم الأداء يوفر رؤية واضحة عن انجازات الأداء الوظيفي لكل فرد، وتحديد نقاط الضعف والقوة، وما هي مسارات النمو المهنية المطلوبة. وعملية تقييم الأداء ليست مجرد عملية روتينية، بل هي أكثر من ذلك فهي عملية مستمرة يتم العمل بها من خلال تقييم الأداء كل ثلاثة أشهر، وتقييم الأداء السنوي الشامل في نهاية كل عام. ويشمل تقييم الأداء الفعال التالي:
- تحديد أهداف قابلة للقياس: يجب وضع أهداف يتم تقييم الأداء على أساسها، وأن تكون قابلة للقياس، ذات صلة بكل وظيفة، ومحددة بوقت.
- توفير بيانات محدثة: التقييم المستمر يساهم في توفير بيانات لحظية عن مدى تطور الأداء الوظيفي، والمهاري. وهو ما يساهم في تحسين الأداء في الوقت الفعلي، بدلاً من الانتظار للتقييم السنوي، وتأخير تحسين الأداء والإنتاجية.
- ربط الأداء بالمكافآت والترقيات: يجب وضع أسس الربط بين الأداء والمكافآت، سواء كانت مكافآت مالية أو ترقيات. وذلك لتحفيز الموظفين، وتحقيق التمكين الوظيفي بكفاءة.
- المشاركة: تقييم الأداء يجب أن يتم مشاركة نتائجه مع الموظف، وذلك ليتعرف على نقاط الضعف والقوة الخاصة به. وتوجيهه للبرامج التدريبية المناسبة.
ويتيح نظام DocSuite HCM، إدارة شاملة لدورات التدريب، من خلال تحليل بيانات تقييم الأداء، واقتراح البرامج المناسبة. ومن ثم العمل على تقييم أثرها، وتوفير بيانات لحظية عن مدى تطور أداء الموظفين.
-
التمكين الوظيفي وتعزيز الأداء
إدارة رأس المال البشرية بكفاءة تعزز من التمكين الوظيفي للأفراد، وبناء ثقة وشفافية بين الموظف والإدارة. وذلك من خلال منحهم الاستقلالية، والموارد اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة، وتحمل المسؤولية. وهو ما يساهم في العمل بأفضل كفاءة ممكنة، وإبداعية. ويشمل التمكين الوظيفي العناصر التالية:
- تفويض المسؤولية: وذلك من خلال منحهم القدرة على اتخاذ القرارات اللازمة، في نطاق مسؤولياتهم. بدلاً من الانتظار للحصول على الموافقات في كل خطوة.
- توفير الموارد اللازمة: من خلال تخطيط القوى العاملة، تصبح لدى إدارة الموارد البشرية علم بما تحتاجه كل وظيفة من أدوات ومعلومات. لهذا يجب التأكد من توفير تلك الموارد لتعزيز الأداء الوظيفي.
- التشجيع على الابتكار: خلق بيئة عمل ايجابية، يشعر فيها الموظف بالقدرة على الابتكار من خلال ارتكاب الأخطاء والتعلم منها، واقتراح أفكار جديدة.
- التقدير: تقدير جهود الموظفين، وما يتم من إنجازات. وذلك لتعزيز الشعور بالانتماء.
وهنا يبرز دور DocSuite HCM، في تحقيق التمكين الوظيفي بكفاءة وفعالية. وذلك من خلال إتاحة لوحة تحكم للموظف ليتمكن من متابعة الأداء الوظيفي الخاص به، ومدى القدرة على تحقيق الأهداف المطلوبة. والقدرة على مشاركة الأراء واقتراحات تحسين العمل، وتبادل المعلومات والخبرات.
ختاماً:
إدارة الموارد البشرية لم تعد مجرد إدارة روتينية، لكنها أصبحت شريك استراتيجي يساهم في تحقي أهداف المؤسسات. وذلك من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، بدءًا من تخطيط القوى العاملة، مروراً بوضع نظام منهجي لعمليات التوظيف، والتطوير، وتقييم الأداء. وذلك من أجل تحقيق التمكين الوظيفي، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتعزيز بيئة العمل.
وتحقيق ذلك بكفاءة وفعالية، لا يمكن أن يكتمل دون الاعتماد على الحلول الرقمية مثل DocSuite HCM. والذي يعد برنامج متكامل، يوفر حلول شاملة تساهم في تطوير الأداء الوظيفي لكافة الفرق. وتوفير رؤية شاملة تساعد في اتخاذ القرارات المستنيرة، وتبسيط العمليات. ومساعدة فرق إدارة الموارد البشرية للتركيز على المهام الأكثر أهمية.
إضافة تعليق جديد