دور المتاجر الإلكترونية في التوسع الجغرافي للأعمال

تم النشر في :
المدونة / الرقمنة

قديمًا كانت الشركات الراغبة في توسع أعمالها والوصول للأسواق الإقليمية والعالمية، بحاجة إلى استثمارات كبيرة لفتح فروع جديدة، وبناء شبكات توزيع، وتوظيف فرق في كل سوق مستهدف. وهو ما كان يحتاج إلى الكثير من الوقت من أجل التخطيط والتنفيذ، مما جعل تنفيذه ممكنًا من خلال الشركات الكبرى فقط.

ولكن مع ظهور المتاجر الإلكترونية، أصبح بإمكان أي صاحب عمل من التوسع والوصول للعملاء المستهدفين بأي مكان في العالم. وذلك دون الحاجة إلى الانتظار للعديد من السنوات كما السابق، والحاجة إلى توفير الميزانيات الضخمة. وهو ما خلق فرصًا هائلة من أجل انتشار العلامة التجارية على نطاق واسع، سواء كان ذلك على مستوى السوق المحلي أو الإقليمي أو العالمي.

لهذا إذا كنت صاحب عمل، أو تمتلك شركة ناشئة وترغب في توسع أعمالك وانتشار العلامة التجارية الخاصة بك. تابع معنا هذا المقال، للتعرف على دور المتاجر الإلكترونية في التوسع الجغرافي للأعمال، وكيفية تحقيق ذلك بكفاءة وفاعلية.

كيف غيرت البيئة الرقمية مفهوم التوسع الجغرافي للأعمال؟

توسع الشركات جغرافيًا بشكله التقليدي، كان يعني فتح فروع جديدة، استئجار مساحات تجارية في نطاقات تجارية مختلفة، توظيف فرق محلية، والتعامل مع أنواع مختلفة من القوانين. وهو ما كان يتطلب تكاليف هائلة، وهو ما كان يشكل عائقًا أمام الشركات المتوسطة والصغيرة.

ولكن مع ظهور المتجر الإلكتروني، تغيرت المعادلة تمامًا. حيث لم يعُد الموقع الجغرافي للمنشأة هو السبب أو المحدد الأساسي للوصول إلى العملاء، بل أصبح وجود متجر إلكتروني هو واجهة الشركات للوصول لأي عميل في الأسواق المستهدفة. سواء كان ذلك محليًا، أو إقليميًا، أو عالميًا، وهو ما مهد الطريق للشركات للنمو وتوسع أعمالها وانتشار العلامة التجارية بشكل غير مسبوق.

ما هو دور المتاجر الإلكترونية في التوسع الجغرافي للأعمال؟

تجاوز دور المتجر الإلكتروني كونه مجرد أداة أو منصة لزيادة المبيعات وتحقيق الأرباح، وأصبح من الأدوات الاستراتيجية في توسع الشركات جغرافيًا. وذلك من خلال التالي:

  1. إزالة الحواجز الجغرافية

من خلال بناء متجر إلكتروني لم تعد الشركات مقيدة بالتعامل من خلال السوق المحلي فقط، بل أصبح بإمكانك إستهداف عملاء من أي مكان خارج نطاق حدودك الجغرافية. وهو ما يساهم بشكل مباشر في انتشار العلامة التجارية. وهو ما جعل الشركات الصغيرة والمتوسطة، قادرة على المنافسة وتوسع أعمالها بشكل أسرع من قبل.

  1. تقليل التكاليف التشغيلية

تكلفة إنشاء وتشغيل متجر إلكتروني أقل بكثير من تكلفة فتح فروع جديدة، وذلك لعدم الحاجة إلى دفع إيجارات شهرية للفروع المختلفة، أو توظيف عدد كبير من العمالة، أو تحمل تكاليف الصيانة الدورية، وغيرها من الأمور الكثيرة. وهو ما يتيح لك توجيه استثماراتك لتعزيز استراتيجيات التسويق الرقمي لجذب مزيد من العملاء، مما يعزز من انتشار العلامة التجارية في أسواق جديدة.

  1. تحليل البيانات وفهم الأسواق الجديدة

من مزايا امتلاك متجر إلكتروني، القدرة على جمع وتحليل البيانات القيمة عن الزوار. فمن خلاله ستتمكن من معرفة من أين يأتي جمهورك، ما هي المنتجات التي يبحثون عنها؟ كم من الوقت يقضون على موقعك؟ وغيرها من البيانات التي تساعد على تحديد الأسواق الواعدة، واتخاذ القرارات التي تساعد على وضع استراتيجيات توسع الأعمال بشكل بتسم بكفاءة وفعالية أكبر.

  1. تعزيز انتشار العلامة التجارية

يعكس المتجر الإلكتروني هوية علامتك التجارية، وهو ما يساهم في انتشار العلامة التجارية عالميًا. وذلك من خلال ما يتم نشره من محتوى سواء كان مقالات، أو معلومات عن ما تقدمه من منتجات أو خدمات. بالإضافة للاهتمام بالصور وجودتها، والتفاعل مع العملاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كل ذلك يعُد بناء لهويتك يعزز من انتشار العلامة التجارية عالميًا، ويساهم في جذب العملاء الجدد، واكتساب ثقة وولاء العملاء الحاليين.

استراتيجيات التوسع الجغرافي من خلال المتاجر الإلكترونية

كي تتمكن من توسع أعمالك خارج نطاق الحدود الجغرافية المحلية، يجب أن تتأكد من جاهزيتك في تنفيذ ذلك من خلال التخطيط الجيد لتلك الخطوات.

  1. تقييم الوضع الحالي

قبل أن تبدأ، تأكد من جاهزية متجرك الإلكتروني للتوسع. وذلك من خلال تقييم نظام إدارة المخزون لديك، ومدى قدرته على التعامل مع عدد أكبر من الطلبات. جاهزية فريق خدمة العملاء، و استعدادهم للتعامل مع عملاء من مناطق مختلفة والرد على استفساراتهم.

  1. تحديد الأسواق المستهدفة

لا تبدأ في توسع أعمالك في أكثر من مكان دفعة واحدة. ابدأ أولًا بتحديد سوق أو اثتين لديهما فرص نمو وحاجة إلى ما تقدمه من منتجات أو خدمات. استخدم أدوات تحليل البيانات المختلفة مثل (Google Analytics) لفهم سلوك جمهورك على المتجر الإلكتروني، ولمعرفة من أين يأتي زوار الموقع الحاليون.

  1. تخصيص تجربة المستخدم

عند استهداف أسواق مختلفة جغرافيًا، يجب العمل على تخصيص تجربة العميل بكل سوق مستهدف. لهذا تأكد من تحقيق العوامل التالية:

  • وصف المنتجات والمحتوى المقدم بلغة يفهمها الجمهور المستهدف.
  • استخدام صور تناسب ثقافة الجمهور المستهدف.
  • توفير دعم فني بلغتهم.
  • توفير خيارات دفع متنوعة وآمنة.
  • عرض الأسعار بالعملة المحلية.
  • الاهتمام بالتعامل مع شركات شحن ذات ثقة.
  1. التسويق الرقمي الموجه

  • اعتمد الحملات التسويقية عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وتوجيهها للأسواق المستهدفة وبما يتناسب مع الجمهور المستهدف واحتياجاتهم.
  • قُم بالتعاون مع المؤثرين المحليين في الأسواق المستهدفة لاكتساب ثقة العملاء الجدد، والمساهمة في تعزيز انتشار العلامة التجارية
  • تحسين محركات البحث (SEO)، من خلال استخدام الكلمات المفتاحية المتناسبة مع كل سوق مستهدف.

تحديات التوسع عبر المتاجر الإلكترونية

  1. الشحن واللوجستيات

تختلف تكاليف الشحن والمدة الزمنية للتسليم من دولة لأخرى، وللتغلب على تلك التحديات:

  • ابحث عن شركات شحن دولية ذات ثقة، ولديها خبرة في التعامل مع الشحنات العابرة للحدود.
  • كُن واضحًا مع عملائك عند تحديد تكاليف الشحن والمدة الزمنية للتسليم، من خلال تحديد تلك السياسات بوضوح على متجرك الإلكتروني لتجنب أي سوء فهم.
  • مع توسع أعمالك مستقبلًا وزيادة حجم مبيعاتك في سوق معين، يمكنك البدء في إنشاء مستودعات صغيرة لتخزين منتجاتك وتسريع عمليات الشحن.
  1. العملات والضرائب

توسع الأعمال في أسواق دولية، يعني التعامل مع عملات مختلفة وقوانين ضرائب متنوعة من دولة لأخرى. وللتغلب على تلك التحديات:

  • اعتمد على بوابات دفع متعددة لتسهيل عمليات الشراء.
  • تأكد من فهم ودراسة القوانين الضريبية للأسواق المستدفة، وذلك لضمان الامتثال وتجنب أي مشاكل قانونية.
  • كي تتمكن من جعل تجربة التسوق سهلة على الجمهور المستهدف، اعرض الأسعار بالعملة المحلية لهم. وذلك من خلال استخدام أدوات تحويل العملات على المتجر الإلكتروني الخاص بك.
  1. التسويق والثقافات المتعددة

ليس بالضرورة أن تنجح حملاتك التسويقية الموجهة لكل الأسواق، وذلك لاختلاف الثقافات. لذلك تأكد من تنفيذ التالي:

  • قبل البدء في توسع أعمالك والانتشار في أي سوق مستهدف، تأكد من فهم ثقافة وعادات الجمهور، وما هي وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية لديهم؟ وما هي لغتهم؟.
  • قُم بترجمة محتوى المتجر الإلكتروني إلى اللغة المحلية للجمهور المستهدف.
  • استهدف جمهور كل دولة بإعلانات مخصصة لهم، بما يتماشى مع اهتماماتهم وسلوكياتهم. وذلك لضمان انتشار العلامة التجارية بنجاح.

ختامًا:

امتلاك متجر إلكتروني لعملك لم يعد رفاهية، بل هو ميزة تنافسية وضرورة لكل صاحب عمل يطمح في توسع أعماله خارج حدود السوق المحلي وانتشار العلامة التجارية له عالميًا.

ولكن لا تنسى أن تحقيق ذلك لا يأتي بمجرد إطلاق متجر إلكتروني فقط، ولكنه عمل بحاجة إلى التخطيط المحكم. والتي تبدأ من تقييم الوضع الحالي، ودراسة الأسواق والجمهور المستهدف، وعقد الشراكات مع مقدمي خدمات الشحن، وغيرها من الخطوات الهامة. لذلك استثمر في أهدافك التوسعية بذكاء للتمكن من النمو والتوسع وترسيخ علامتك التجارية في أذهان عملائك محليًا وعالميًا.

 

برنامج محاسبة
برنامج erp
برنامج للارشفة
برنامج مطاعم


tags :
tags

نشر :
التصنيف: الرقمنة

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح
خطأ: برجاء إعادة المحاولة