ارتفاع معدل دوران العمالة هو واحد من أهم التحديات التي تواجه الشركات ومؤسسات الأعمال المختلفة، وواحد من المشاكل التي تواجه فرق إدارة الموارد البشرية بشكل كبير داخل الشركات.
وهو ما يجعلنا نبحث عن حلول فعلية يمكنها حل مشكلة دوران العمالة بشكل جذري عبر توظيف التكنولوجيا في الإدارة. لذا يمكننا أن نسأل: هل تساعد برامج HR احترافية في تقليل دوران الموظفين داخل الشركات؟
الإجابة نعم. إذ توفر أنظمة إدارة الموارد البشرية " برامج HR" أدوات وحلول تساعد في تنظيم كافة مهام العمل بإدارة الموارد البشرية وحل المشاكل والتي منها إرتفاع معدل دوران الموظفين.
ففي بعض الأحيان قد تواجه الشركات صعوبة في معرفة الأسباب وراء ذلك الارتفاع، أو عدم المقدرة على وضع خطط تنفيذية ذات فاعلية للحد منه.
وفي هذا المقال الجديد على مدونتنا، سوف نشرح لك بالتفصيل ما هو معدل دوران الموظفين داخل الشركات، وكيف تسهم برامج HR الاحترافية في تقليل دوران الموظفين بنسب كبيرة وتقديم حل جذري لهذه المشكلة.
ما هو مفهوم معدل دوران الموظفين؟
يشير مصطلح معدل دوران الموظفين إلى معدل مغادرة الموظفين العمل بالشركات، ويتم قياس ذلك المعدل للتأكد من مؤشر الدوران لتحديد إذا ما كان هذا المعدل بنسبة طبيعية أم بنسبة كبيرة.
فإذا كانت النسبة كبيرة يجب أن تبدأ الشركات بمعرفة الأسباب وراء ذلك الارتفاع؛ لتحليل الموقف وإيجاد حلول يمكنها تقليل دوران الموظفين بفعالية.
ويتم حساب معدل دوران الموظفين من خلال معادلة معتمدة على ثلاثة أرقام هامة وتحديدها بفترة زمنية تعتمد على رؤية الشركة.
وفيما يلي أهم هذه الأرقام التي يتم وفقًا لها حساب معدل دوران العمالية:
- أعداد الموظفين في بداية الفترة الزمنية المحددة.
- أعداد الموظفين بنهاية نفس الفترة الزمنية المحددة.
- أعداد الموظفين الذين قاموا بترك العمل لدى الشركة.
ويتم استخدام تلك الأرقام من خلال معادلة حسابية معتمدة على تحديد النسبة المئوية لمعدل دوران الموظفين، وتلك المعادلة هي:
أعداد الموظفين الذين قاموا بترك العمل لدى الشركة / (أعداد موظفين الشركة في بداية الفترة الومنية المحددة من قبل + أعداد الموظفين بنهاية الفترة الزمنية) * 100
وبناءً على نتيجة تلك المعادلة يتم تحديد مؤشر دوران الموظفين للعمل على حل أي مشكلة قد تكون الشركة على عدم دراية بها.
وقد تختلف أسباب ارتفاع معدل دوران الموظفين، فمنها أسباب قد تكون راجعة للموظف أو أسباب ناتجة من بيئة العمل داخل الشركة نفسها. وفيما يلي نتعرف على أبرز أسباب ارتفاع معدل دوران العمالة داخل الشركات والمؤسسات المختلفة.
ما هي أسباب ارتفاع معدل دوران الموظفين داخل الشركات؟
- عدم رضا الموظفين نتيجة غياب التقدير المادي والمعنوي.
- عدم وضع خطط تدريبية وتطويرية للموظفين.
- غياب التواصل بين الموظفين والمديرين.
بالإضافة لأسباب أخرى كثيرة قد تختلف من شركة لأخرى، لذا فإن العمل على تقليل دوران الموظفين هي واحدة من المهام التي يجب أن تبدأ الشركات في اللجوء إليها ودراستها بشكل جيد وناجح؛ للمساهمة في الحد من تلك المشكلة لما تسببه من خسائر على المستوى الإنتاجي وعلى مستوى فقدان العناصر البشرية ذات المواهب والمؤثرة بشكل كبير.
كيف تسهم برامج HR في تقليل معدل دوران الموظفين بفعالية؟
إن تولية الاهتمام بـ تقليل دوران الموظفين يساهم في الحفاظ على الموظفين ذوي المواهب والكفاءات وضمان استمرارية العمل ونجاحه، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال استخدام برامج HR المؤتمتة بشكل كامل لمساعدة مديري إدارة الموارد البشرية وأصحاب الشركات على إدارة الموظفين بشكل أكثر فاعلية.
وتوفر برامج HR الاحترافية المتكاملة مجموعة من الحلول والأدوات الذكية التي يمكنها تقليل دوران الموظفين بنسب عالية وذلك من خلال التالي:
-
تطوير وتحسين عملية التوظيف
أول خطوة يمكن أن تساهم في تقليل دوران الموظفين هي الاختيار الجيد والمناسب للموظفين الجُدد من خلال الاعتماد على أدوات تساعد على تحقيق ذلك بشكل ناجح، وهو ما تمتلكه برامج HR من أدوات تعمل على تنظيم عملية اختيار الموظفين والمساهمة في الاختيار الصحيح بما يتوافق مع احتياجات الشركة.
وذلك أيضًا من خلال أدوات تحليل بيانات السير الذاتية للمتقدمين لانتقاء الأنسب منهم، وهو ما يحد من الأخطاء نتيجة اختيار أشخاص قد تكون غير مناسبة ويحد من التكاليف التي تتكبدها الشركة نتيجة ذلك.
-
وضع برامج تدريبية ذات فاعلية
واحدة من الأسباب التي تعمل على تعزيز رضا الموظفين وولائهم للشركة والحفاظ عليهم، بما يساعد على تقليل دوران الموظفين بفعالية، هي الاهتمام بتطوير أدائهم بشكل دوري.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال التقييم المستمر للأداء للوقوف على نقاط الضعف لدى الموظفين وتحليل تلك البيانات من خلال أدوات برامج HR والتي تساهم في وضع الخطط التدريبية لتطوير وتحسين أداء الموظفين وتحسين الإنتاجية داخل الشركة في المقابل.
-
هيكلة الرواتب والترقيات
كي تحصل على رضا الموظفين والحفاظ عليهم وتقليل دوران الموظفين بنسب كبيرة، يجب الاهتمام أيضًا بالجانب المادي والمتمثل في الرواتب والترقيات الوظيفية، وهو ما يمكن تطبيقه من خلال تحديد رواتب مناسبة لكل مسمى وظيفي داخل الشركة وبما يتناسب مع سوق العمل ووضع آليات تعتمد على التقييمات والتدريبات لمتابعة الأداء الوظيفي لكافة العاملين بشكل دوري ومكافأة الموظفين ذوي الأداء المتطور بزيادة رواتبهم وتحديد المكافأت المناسبة ووضع خطط واضحة للترقيات، كي يشعر الموظف بالتقدير نتيجة ما يقدمه من أداء.
-
التواصل الفعال مع الموظفين
كي يتمكن مديري إدارة الموارد البشرية من تحديد ومعرفة أي مشاكل أو تحديات متعلقة بالموظفين سواء كانت ناتجة من الأداء أو التعامل، يجب أن يتم توفير قنوات للتواصل الداخلي فيما بينهم وبين الموظفين لحل أي مشكلة قد تكون ناتجة من الشركة نفسها أو مشكلة متعلقة بالموظف.
وهو ما يمكن تنفيذه وتحقيقه بنجاح من خلال استخدام برامج HR احترافية متكاملة، والتي تحتوي على نماذج للاستبيانات الجاهزة والتي يمكن أيضًا التعديل عليها بما يناسب العمل داخل الشركة؛ لمعرفة آراء الموظفين في كل جوانب العمل، وأيضًا تسهيل عملية التواصل الفعلي من خلال أدوات البرنامج لمتابعة الموظفين بشكل لحظي وتوفير الدعم والاهتمام لهم مما يؤثر على عملية تقليل دوران الموظفين بشكل إيجابي.
-
تحليل البيانات بكفاءة
لا يمكن فهم أسباب ارتفاع معدل دوران الموظفين سواء كان ذلك نابع من تقديم الموظفين للاستقالات أو من خلال تسريح الشركة لهم دون تحليل بيانات تلك الأسباب بشكل أكثر دقة لتحديد المشاكل المسببة لذلك ووضع الخطط الاستراتيجية المناسبة لحل تلك المشاكل بكفاءة. وهو ما توفره أدوات تحليل برامج HR والتي تعمل على تجميع كافة البيانات السجلة لديها وتقديم النقارير والرؤى والاقتراحات التي تساهم بشكل كبير في تقليل دوران الموظفين.
-
دعم الموظفين
يعتمد دعم الموظفين على جانبين أساسيين، جانب يهتم بالأداء الخاص بهم، والجانب الآخر يعتمد على توفير مزايا وبرامج ترفيهية. ومن أجل لتحسين الدعم المُتعلق بالأداء الوظيفي تساعدك برامج HR المتكاملة في توفير أدوات تساعد الموظفين في مهامهم المختلفة؛ لجعلها أكثر سهولة وتطورًا مما يساهم في تنفيذ تلك المهام بطريقة أكثر فعالية وكفاءة، بالإضافة لاقتراح البرنامج للأدوات التي يمكن الاعتماد عليها في كل إدارة من أجل تطوير العمل داخل الشركة.
أما من ناحية الدعم المتعلق بالبرامج والمزايا الترفيهية، يمكن إنشاء برامج ترفيهية مختلفة تساعد الموظفين في التخلص من ضغط وإرهاق العمل كالرحلات وخلافه، بالإضافة للمزايا الأخرى كبرامج التأمين الصحية وتقديم خصومات بأماكن أخرى كالجيمات الرياضية على سبيل المثال.
كل تلك الأسباب تساهم بشكل كبير في تعزيز رضا الموظفين وزيادة ولائهم للشركة والحفاظ عليهم مما يعمل على تقليل دوران الموظفين.
ختامًا:
إن الاستثمار في برامج HR هو استثمار ناجح للشركات لما يوفره من تكاليف متعلقة بارتفاع معدل دوران الموظفين بالشركات، وذلك من خلال ما يوفره من أدوات تحليلية تساهم في الوقوف على أسباب تلك المشكلة، وتقديم الرؤى والاقتراحات المناسبة لحلها، ووضع خطط تنفيذية أكثر كفاءة وفاعلية.
لذا إذا كنت تبحث عن حل يساعد في تقليل دوران الموظفين بنجاح، فإن اختيار برامج HR احترافية هو الاختيار الصحيح والمناسب لذلك.
إضافة تعليق جديد