هل تعاني من زيادة معدل دوران العمالة لدى مؤسستك؟ هل تعاني من عدم القدرة على الاحتفاظ بالمواهب والموظفين الأكفاء؟ هل سألت يومًا عن دور برامج الموارد البشرية في الحفاظ على الموظفين ورفع كفاءتهم؟

تعاني بعض المؤسسات والشركات من تلك المشاكل دون معرفة الأسباب الواضحة لذلك، فالاحتفاظ بالمواهب لا يعتمد فقط على توفير راتب مناسب، ولكن هناك الكثير من العوامل والتي من خلالها يمكن معرفة سبب تلك المشاكل والعمل على حلها بطريقة ناجحة. ومن هنا يأتي دور إدارة الموارد البشرية المسؤولة عن إدارة الموظفين بالشركات والاحتفاظ بالمواهب بشكل فعال من خلال الاعتماد على برامج الموارد البشرية الاحترافية التي توفر العديد من الأدوات المؤتمتة لتنفيذ تلك المهام بسهولة ونجاح.

في هذا المقال، سوف نشرح دور برامج إدارة الموارد البشرية HR في مساعدة الشركات والمؤسسات على الاحتفاظ بالمواهب والموظفين الأكفاء وتخفيض معدل دوران العمالة.

أهمية الاحتفاظ بالمواهب في شركتك

تساعد برامج الموارد البشرية في الاحتفاظ بالمواهب من الموظفين داخل الشركات لما لهم من أهمية على مستوى الأداء الوظيفي وعلى الأداء الإنتاجي للشركة في المقابل، فالحفاظ على المواهب يساعد في تقليل عملية دوران العمالة وتقليل التكاليف المتعلقة بها، هذا بالإضافة للعديد من المكاسب الأخرى التي يمكن أن تحققها الشركات نتيجة ذلك والتي منها ما يلي:

1. استقرار فرق العمل

يساعد الحفاظ على المواهب ضمان وتحقيق استقرار فرق العمل على مستوى كافة الإدارات، مما يساهم في تحسين إنتاجية العمل والحصول على أفضل أداء نتيجة هذا الاستقرار.

2. تحسين جودة العمل

يمتاز الموظفون أصحاب المهارات باكتسابهم الخبرة اللازمة لتنفيذ مهام سير العمل بأفضل الطرق مما يؤثر في المقابل على تحسين جودة العمل والإنتاجية بشكل إيجابي، وينعكس ذلك على كل الأمور المتعلقة بالعمل.

3. تقليل تكلفة التوظيف

تسبب عملية التوظيف القائمة بشكل مستمر نتيجة فقدان المواهب ذات الكفاءة العالية على صرف الكثير من الوقت والجهد والمال لتعيين موظفين جدد، ولكن من خلال توفير العوامل التي تساهم في الحفاظ على المواهب باستخدام برامج الموارد البشرية تستطيع فرق إدارة الموارد البشرية من تقليل معدل دوران العمالة والتوظيف لديها.

4. اكتساب ميزة تنافسية

لأن العنصر البشري هو مؤثر هام في جودة العمل وسبب في تحقيق أهداف الشركة، فإن الاحتفاظ بالمواهب يساهم في تحقيق ذلك والمساهمة في الابتكار وتطوير ما تقدمه الشركة لعملائها، مما يُكسب الشركة ميزة تنافسية في سوق العمل.

5. تدعيم ثقافة الشركة

تساعد برامج الموارد البشرية مسؤولي تلك الإدارة من وضع الأهداف المتعلقة بثقافة الشركة وبناء علاقة جيدة مع الموظفين ويساعد ذلك في الاحتفاظ بالموظفين لفترة طويلة تنعكس بشكل كبير على الموظفين الجدد مما يؤثر على الأداء الإنتاجي للشركة.

6. الابتكار والتطوير

يقدم الموظفون ذو المواهب العديد من الأفكار التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في تطوير العديد من جوانب العمل مما يؤثر بشكل إيجابي على مستوى رضا العملاء وزيادة المبيعات والأرباح بالمقابل.

كيف تساعد برامج الموارد البشرية على الاحتفاظ بالمواهب في الشركات؟

تساعد برامج إدارة الموارد البشرية على تعزيز الاحتفاظ بالمواهب لدى الشركات والعمل على توفير بيئة عمل محفزة وذلك من خلال الآتي:

1. إدارة وتقييم الأداء المستمر

توفر برامج الموارد البشرية أدوات تساعد في إدارة مهام سير العمل لكافة الموظفين لتقييم أدائهم بشكل مستمر، فالتقييم المستمر يساعد الموظف على معرفة نقاط الضعف لديه لتقويتها ومعرفة نقاط القوة لتطويرها مما يساهم في تحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم من أداء.

2. التطوير والتدريب المستمر

تساعد آليات برامج الموارد البشرية المؤتمتة إلكترونيًا على تقديم الخطط التدريبية بما يناسب الموظفين من خلال بيانات تقييم الأداء، وهو ما يؤدي بدوره إلى نمو مسارهم المهني وزيادة مهارتهم بالعمل.

3. إدارة الترقيات والمكافآت

حين يبدأ الموظف في تحسين مساره المهني وتطبيق ما يكتسبه  من مهارات من خلال التدريبات المؤهلة لتطوير أداءه يساعده ذلك في الحصول على الترقيات والمكافآت التي يتم وضعها بناءً على استراتيجية الموارد البشرية لإدارة الموظفين وتحفيزهم بشكل دائم.

ويمكن وضع العوامل التي يعتمد عليها للحصول على تلك الترقيات والمكافآت من خلال أدوات برامج الموارد البشرية التي تعمل على قراءة بيانات أداء الموظفين وتحليلها من أول تقييمهم وحتى حصولهم على التدريبات وتتبع أدائهم الوظيفي بشكل كامل.

4. التواصل الفعال

تساعد آليات برامج الموارد البشرية على عقد اجتماعات دورية مع الموظفين للاستماع لأرائهم لمعرفة أي مشاكل تعوقهم عن أداء أعمالهم، بالإضافة لاستطلاع آرائهم عما يمكن تطويره بالشركة.

فالتواصل الفعال مع الموظفين وشعورهم بأنه يمكن سماعهم يساهم في تعزيز ولائهم للشركة وتمسكهم بالبقاء.

5. توفير طرق عمل أكثر مرونة

أحد أهم العوامل التي تساهم في تعزيز الاحتفاظ بالمواهب هو قابلية الشركة لتوفير طرق عمل مرنة، كالعمل من المنزل لعدد ساعات أو أيام معينة حسب طبيعة العمل. وكي يمكن تحقيق ذلك بشكل ناجح تقدم برامج الموارد البشرية الأدوات التي تساهم في متابعة أداء العمل عن بعد لضمان سير العمل بشكل ناجح دون أي تأخير أو تباطؤ.

6. استراتيجية واضحة لتحقيق الأهداف

تقوم برامج الموارد البشرية بتعيين مهام سير العمل لكافة الموظفين وتحديد الأهداف الفردية المطلوب من كل فرد تحقيقها وربطها بأهداف الشركة وتعريف الموظف بها حتى يحصل على فهم واضح لما تقوم به الشركة من ممارسات وعلاقتها بتحقيق الأهداف وكيف يمكن لما يقدمون من أداء من المساهمة في تحقيق تلك الأهداف.

7. تقديم مزايا للموظفين

توفير برامج عناية بالموظفين كبرامج التأمين الصحي وبرامج التأمين الاجتماعي والتي تساهم في تعزيز ثقافة الشركة لدى الموظفين، ويمكن إرسال التنبيهات والإشعارات لموظفين من خلال أدوات برامج أدارة الموارد البشرية للاطلاع على مزايا تلك البرامج وكيف يمكن استخدامها والاستفادة منها.

كيف يمكن تتبع استراتيجية الاحتفاظ بالمواهب؟

بعد تنفيذ آليات برامج الموارد البشرية للاحتفاظ بالمواهب لدى شركتك، يجب التأكد من مدى فاعلية تلك الاستراتيجية والتأكد من تحقيق أهدافها، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال أدوات تحليل البيانات ببرامج الموارد البشرية والتي توفر لك القدرة على الآتي:

1. استطلاعات الرأي

يمكن الاستعانة بالنماذج الجاهزة لاستطلاعات الرأي المتاحة من خلال برامج الموارد البشرية وإرسالها لكافة الموظفين من خلال البرنامج لمعرفة آرائهم عن السياسة المتبعة بالشركة ومدى رضائهم عن البرامج التدريبية الموضوعة لتطوير أدائهم المهنى ومهاراتهم المختلفة وكيفية تأثيره على أدائهم الوظيفي.

2. تقييم برامج الترقيات والمكافأت

يتم وضع برامج الترقيات والمكافآت بناءً على بيانات تقييم الموظفين التي توفرها برامج الموارد البشرية، ويمكن قياس مدة تأثير حصول الموظفين على تلك الترقيات أو المكافأت من خلال معدل بقائهم بالشركة ومدى توافق تلك البرامج مع أدائهم الوظيفي المتطور لمراجعة ما إذا كانت برامج المكافآت والترقيات بحاجة إلى تعديل.

3. تتبع معدل دوران العمالة

تساعد برامج الموارد البشرية على مراجعة ومقارنة معدل دوران العمالة قبل تطبيق استراتيجية الاحتفاظ بالمواهب وما بعدها للتأكد من انخفاض مؤشر معدل الدوران، وفي تلك الحالة يمكن التأكد من مدى نجاح تلك الاستراتيجية لدى شركتك.

في الختام:

يجب التأكيد على أن الاحتفاظ بالمواهب البشرية أصبح من أساسيات العمل التي يجب على كل شركة انتهاجها وتوفير بيئة عمل جيدة ومرنة لهم، وهو ما يحتاج إلى الاعتماد على الحلول والأدوات الرقمية المتقدمة من خلال برامج الموارد البشرية التي تهدف لتحسين بيئة العمل وتقديم كل سبل المساعدة للموظفين للتطوير، وبالمقابل المساهمة في تحقيق أهداف الشركة الإنتاجية والربحية.

فالاحتفاظ بالعنصر البشري خاصة إذا كان ذو خبرة كبيرة أصبح يتطلب الاستثمار فيهم بشكل فعال، فنتائج ذلك الاستثمار يعود بنتائج إيجابية على الشركة والموظف ويُكسبها ميزة تنافسية كبيرة في سوق العمل ويساعد في استقطاب المزيد من المواهب للعمل لدى شركتك.