دور الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج إدارة الأصول الحديثة

تم النشر في :
المدونة / برنامج إدارة العُهد والأصول

في ظل التطورات السريعة في التكنولوجيا الحديثة، وتطور أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متسارع، أصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الشركات عنصر أساسي من أجل العمل على تعزيز كفاءة العمليات في مختلف القطاعات والإدارات. 

وواحدة من تلك الإدارات الهامة والتي شهدت تطورًا كبيرًا وتحول جذري نتيجة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي هي إدارة الأصول، بفضل الاعتماد على برامج الأصول المبنية على الذكاء الاصطناعي.

وتتمثل أهمية إدارة الأصول باعتبارها الأساس في تحسين الكفاءة التشغيلية والإنتاجية للشركات، وذلك من خلال التتبع الدوري لكافة أنواع الأصول المستخدمة من أجل ضمان الاستخدام الأمثل لها.

وفي هذا المقال الجديد على مدونتنا، سوف نتعرف معاً على ما هي برامج الأصول الحديثة، وما هو دور الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج إدارة الأصول الحديثة، وكيف ساهم ذلك في تعزيز كفاءة الشركات في إدارة أصولها.

ما هي برامج إدارة الأصول الحديثة؟

تعتمد إدارة الأصول على توفير إطار منهجي يشتمل على تتبع دورة حياة الأصول بشكل لحظي، وتتبع العمليات التشغيلية والإنتاجية، والموارد والتكاليف، وأعمال الصيانة، وغيرها الكثير. 

وتعتمد برامج الأصول الحديثة على تحسين القدرة على إدارة الأصول بشكل أكثر كفاءة وفاعلية، بدلًا من الاعتماد على الطرق التقليدية، والتي كانت تؤدي في الكثير من الأوقات لأخطاء نتيجة عدم القدرة على توفير بيانات فعلية تساهم في وضع إطار لإدارة الأصول المختلفة.

وهنا يأتي دور أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة في برامج الأصول، والتي من شأنها تحسين كافة جوانب إدارة الأصول، من خلال:

  • إمكانية تتبع دورة حياة الأصول بشكل لحظي، بدءًا من تاريخ شرائها وحتى التخلص منها.
  • تنظيم الصيانة الدورية، وإمكانية التنبؤ بالصيانات والأعطال المستقبلية.
  • تحسين استهلاك الموارد، وتقليل الهدر والتكاليف.
  • توفير بيانات دقيقة عن حالة الأصول لاتخاذ القرارات بشكل أكثر كفاءة وفاعلية.

لهذا تعتبر برامج إدارة الأصول الحديثة، أداة استثمارية هامة لا غنى عنها لتحسين كفاءة العمليات التشغيلية والإنتاجية لكافة الشركات.

وقديمًا كانت تعتمد الشركات في إدارة الأصول على الأساليب والأنظمة التقليدية. والتي كانت لا توفر بيانات دقيقة تجعل من الصعب التنبؤ بالأعطال، أو معرفة أوجه القصور في العمليات التشغيلية من أجل تحسينها، بالإضافة لعدم المقدرة على تقليل الفاقد من الموارد. 

ولكن مع التطور التكنولوجي وظهور البرمجيات المختلفة في الإدارات، اتجهت الشركات للاعتماد على برامج الأصول والتي تعتمد على حلول وتقنيات حديثة تتمثل في مختلف أدوات الذكاء الاصطناعي، والتي ساهمت في تطوير برامج الأصول وساعدت في تحسين كفاءة إدارة الأصول بفاعلية، وتقليل التكاليف التشغيلية، وتعزيز الاستدامة.

دور الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج إدارة الأصول الحديثة

تعتمد برامج الأصول على أدوات الذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها توفير تحليلات متقدمة تعمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية لكافة أنواع الأصول المستخدمة. وذلك من خلال الآتي:

  1. الصيانة التنبؤية

الحفاظ على دورة حياة الأصول يبدأ من إجراء الصيانات الدورية لها بانتظام، ولكن ماذا لو أمكن التنبؤ بالصيانات قبل حدوثها من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة؟ تساعد الصيانة التنبؤية الشركات على توقع الأعطال قبل حدوثها، وذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة في برامج الأصول والتي تعمل على مراقبة البيانات بشكل لحظي.

ومن خلال تحليل تلك البيانات يمكن تحديد أي من الأصول بحاجة إلى إجراء صيانة فورية قبل حدوث أي عطل بها قد يؤدي إلى توقف العمل.

  1. تحليل البيانات الضخمة

تتطلب إدارة الأصول التعامل مع كم كبير من البيانات، تشمل هذه البيانات مؤشرات ومعلومات عن حالة الأصول من حيث أدائها التشغيلي، وإجراءات الصيانة الدورية، والتكاليف التشغيلية، وغيرها من المعلومات. 

وتحتاج تلك البيانات إلى تحليلها للحصول على رؤى تساهم في وضع الخطط التي من شأنها تحسين إدارة الموارد، وتحسين الكفاءة التشغيلية والإنتاجية، وتحسين إدارة الأصول بشكل عام. 

وهو ما يمكن تحقيقه من خلال برامج الأصول التي تحتوي على أدوات تساهم في تحليل تلك البيانات بدقة وشفافية لتساعد أصحاب القرار في اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل أكثر كفاءة وفاعلية.

  1. الاعتماد على إنترنت الأشياء (Internet of things-IOT)

إنترنت الأشياء (IOT)، هو مصطلح يشير إلى أجهزة استشعار يتم توصيلها بمختلف أنواع الأصول المستخدمة داخل الشركات. ويتم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الأصول مع إنترنت الأشياء، يمكن الحصول على بيانات فعلية عن الأداء التشغيلي للأصول. 

تساعد تلك البيانات في اتخاذ القرارات التي من شأنها تحسين الأداء وتقليل التكاليف.

  1. أتمتة مهام سير العمل

تعمل برامج الأصول على أتمتة مهام سير العمل للعديد من الإجراءات والمهام الروتينية، والتي تستهلك الكثير من الوقت والجهد في تنفيذها. وذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على الأتمتة الإلكترونية لعدد من المهام مثل تسجيل إجراءات الصيانة الدورية، وتحديث البيانات المختلفة بشكل فوري، وإصدار التنبيهات، وجدولة مواعيد الصيانة، وغيرها من المهام المختلفة.

  1. تحسين إدارة المخزون

يعمل الذكاء الاصطناعي من خلال برامج الأصول على تحسين إدارة المخزون، وذلك من خلال توفير بيانات عن حالة الأصول غير المستخدمة لفترات طويلة من أجل اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. وهو ما يساهم في تقليل الهدر والتكاليف المتعلقة بالموارد.

  1. تحسين التأثير البيئي

بعض أنواع الأصول التي تستخدمها الشركات تعمل على استهلاك الكثير من الطاقة، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على البيئة ويؤدي إلى عدد من الأضرار. 

لذا تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال برامج الأصول على تحسين التأثير البيئي، وذلك من خلال توفير أنظمة ذكية تعمل على مراقبة استهلاك الطاقة بشكل مستمر وتوفير رؤى عن كيفية تحسين الاستهلاك. 

هذا بالإضافة لإمكانية إدارة عمليات التدوير الخاصة بالنفايات المؤثرة على البيئة بشكل صحيح.

  1. تعزيز الأمن وسلامة البيانات

مع اتجاه الشركات لتطبيق التحول الرقمي في إدارة الأصول الخاصة بها من خلال برامج الأصول الإلكترونية، والاعتماد عليها بشكل كامل في الإدارة وما تحتويه من بيانات هامة، أصبح حماية تلك البيانات سواء من الهجمات الإلكترونية أو التلف ضرورة. 

لذا تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحتويها برامج الأصول على توفير جدران حماية لتلك البيانات، وتوفير أنظمة مراقبة تعمل على اكتشاف أي تهديدات أمنية للعمل على مواجهتها. 

هذا بالإضافة لإمكانية تعيين صلاحية الوصول لتلك البيانات للأشخاص المسئولين عنها فقط، وذلك من أجل حمايتها من التلف أو السرقة.

  1. تعزيز إدارة المخاطر

إدارة الأصول تتطلب قدرة كبيرة على إدارة المخاطر المتعلقة بها، وذلك من أجل تفادي أية خسائر محتملة سواء على الجانب المالي أو التشغيلي. 

ومن خلال أدوات الذكاء الاصطناعي في برامج الأصول الحديثة، يمكن تحليل كافة البيانات المتعلقة بإدارة الأصول وتحليل بيانات السوق. وهو ما يساهم في توفير رؤى مستقبلية عن أي مخاطر من المحتمل حدوثها، مع توفير حلول لمواجهة تلك المخاطر بشكل أكثر فاعلية، والمساهمة في وضع الخطط الاستراتيجية اللازمة لتحقيق ذلك.

ختامًا:

دور الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج الأصول الحديثة هو دور محوري، وذلك لقدرته على تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتقليل التكاليف، وتحليل البيانات  لتحسين اتخاذ القرارات المختلفة، وغيرها من الأدوار التي من شأنها تحسين دورة حياة الأصول وتعزيز القدرة التنافسية. 

والاعتماد على تلك البرامج يعد أحد الاستثمارات التي يجب الاعتماد عليها لتحقيق أهداف النمو والنجاح التي تطمح إليها كافة الشركات.


tags :
tags


إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح
خطأ: برجاء إعادة المحاولة