يبحث أصحاب الشركات دائمًا عن حلول تساعدهم في تحسين عملية إدارة الأصول والعهد، وذلك باعتبارها أحد الركائز الأساسية في نجاح الشركات ومؤسسات الأعمال المختلفة، خاصة في ظل تزايد العمليات التجارية والتوسع في الأعمال وزيادة حجم البيانات التي يتم التعامل معها.
ومع تزايد الاعتماد على الحلول التقنية المختلفة لتحسين كفاءة الإدارات المختلفة، اتجهت الشركات إلى استخدام برامج إدارة الأصول والعهد؛ بسبب ما توفره هذه البرامج الرقمية الذكية من مزايا تساعد في الحفاظ على أصول الشركات وتحقيق العائد من الاستثمار فيها.
ومن أهم المزايا التي يمكن الاعتماد عليها لتعزيز كفاءة الشركات هي التكامل والربط بين برامج إدارة الأصول وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات (Enterprise Resource Planning- ERP).
وفي هذا المقال الجديد على مدونتنا، سوف نشرح لك ما هي برامج إدارة الأصول والعهد الرقمية، وما هي برامج تخطيط موارد الشركات ERP، وأهمية الربط والتكامل بسلاسة بين برامج إدارة الأصول وأنظمة الـERP.
ما هي برامج إدارة الأصول الرقمية؟
أنظمة أو برامج إدارة الأصول هي برمجيات رقمية تساعد الشركات على تتبع أصولها بمختلف أشكالها وأنواعها بفاعلية وكفاءة لتحقيق أقصى استفادة منها وحمايتها من الضياع أو الإهلاك أو التلف.
كل هذا من خلال تحسين دورة حياة الأصول، وتتبع الصيانة الدورية لها، وإدارة تكاليف التشغيل الخاصة بها، وهو ما يساهم في الحد من توقف العمل نتيجة الأعطال المفاجئة، وتحسين إدارة الموارد، وتطوير الخدمات المقدمة للعملاء.
كما تعمل برامج إدارة العهد والأصول على تحليل بيانات الأصول كافة المدخلة إليها لتحصل على رؤية شاملة تساهم في وضع الخطط الاستراتيجية والتي من شأنها تحقيق أهداف الشركات في التوسع ونمو الأعمال وتحقيق المزيد من النجاح.
ما هي أنظمة تخطيط موارد المؤسسات ERP؟
أنظمة تخطيط موارد المؤسسات ERP هي برامج رقمية تهدف إلى مساعدة الشركات ومؤسسات الأعمال المختلفة في التحكم في كافة العمليات التجارية الأساسية داخلها وإدارتها وذلك من أجل تجميع كافة البيانات من مختلف الأقسام وتحليلها لتوفير رؤى شاملة عن أداء الشركة بكافة تلك الأقسام والتي تتمثل في إدارة المحاسبة والمالية، إدارة الموارد البشرية، إدارة التوريد والمخازن.
وتعمل أنظمة ERP على تعزيز الكفاءة التشغيلية للشركات، وتقليل التكاليف، وزيادة الإنتاجية، وذلك من خلال أتمتة المهام الروتينية والتي قد تتسبب في إضاعة الكثير من الوقت والجهد لتنفيذها، مما يؤثر على المهام الأكثر تعقيدا وأهمية.
ما أهمية التكامل بين برامج إدارة الأصول وأنظمة ERP؟
قد يتسائل البعض عن كيف يمكن للتكامل بين برامج إدارة الأصول وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات ERP تعزيز كفاءة الشركات، بالرغم من اختلاف مجال الاستخدام الخاص بكل منهم.
ولكن إذا أمعنا النظر سنجد أن برامج إدارة الأصول وأنظمة ERP كل منهم جزء من العمليات التي تديرها الشركات، والتكامل بينهم يعمل على توفير مزايا هامة وكبيرة للشركات ومؤسسات الأعمال المختلفة. وفيما يلي بعض من أهم هذه المزايا:
-
تحسين تدفق البيانات
يساعد التكامل بين برامج إدارة الأصول وأنظمة ERP على تحسين تدفق بيانات العمل المختلفة بسلاسة ومرونة، دون الحاجة إلى إدخال أو تسجيل أي بيانات بشكل يدوي.
على سبيل المثال، تعمل أنظمة ERP على توفير بيانات عن تكاليف التشغيل وبيانات إدارة المخزون، بينما تعمل برامج إدارة الأصول على تقديم بيانات عن حالة الأصول التشغيلية وبيانات الصيانة الخاصة بها.
وهو ما يسمح للشركات بالحصول على بيانات دقيقة تساعدهم في وضع الخطط المسؤولة عن إدارة التكاليف والإنتاج بشكل ناجح ووضع الخطط المستقبلية لنمو العمل.
-
إدارة التكاليف
من خلال التكامل بين كلا النظامين يمكن للشركات الحصول على تقارير ذات بيانات أكثر دقة عن تكاليف الأصول من أجل العمل على مراجعتها ومطابقتها للتأكد من تحقيقها للأهداف الإنتاجية المطلوبة منها. وتساعد تلك البيانات الشركات في اتخاذ القرارات المسؤولة عن إدارة الأصول من حيث البقاء عليها أو العمل على استبدالها بما هو أحدث منها.
-
تعزيز الكفاءة التشغيلية
كي تتمكن الشركات من تعزيز الكفاءة التشغيلية لديها، يجب أن تتوافر بيانات مُحدَّثة ودقيقة عن العمل في خطوط الإنتاج وما ينتج عنه، بالإضافة لبيانات عن حالة الأصول المستخدمة.
والتكامل بين أنظمة ERP وإدارة الأصول يعمل على توفير تلك البيانات بسهولة وبأي وقت، وهو ما يساعد في معرفة نقاط القصور للعمل على تطويرها وتحسينها، وزيادة الكفاءة التشغيلية لتقديم أفضل خدمة للعملاء وتوسيع عمليات البيع.
-
إدارة الصيانة
إدارة الأصول تحتاج إلى جدولة مواعيد الصيانات الدورية للقيام بها في الموعد الخاص بها لتفادي حدوث أي أعطال مفاجئة. وفي بعض الحالات قد تحتاج لإجراء صيانات خارج المواعيد المجدولة مع تفادي توقف خطوط الإنتاج، لذا من خلال البيانات الناتجة عن تكامل كلا النظامين يمكنك تحديد أفضل الأوقات التي يمكن إجراء الصيانات العاجلة بها دون التأثير على الإنتاجية وتوقف العمل.
-
إدارة المخاطر
الشركات الناجحة هي التي تتمكن من إدارة المخاطر المتعلقة بالأصول بفاعلية، وهو ما يمكن تحقيقه عن طريق التكامل بين برامج إدارة الأصول وأنظمة ERP. إذ تعمل أنظمة تخطيط موارد المؤسسات ERP على تحليل بيانات الحالة التشغيلية الفعلية لكافة أنواع الأصول المستخدمة داخل الشركة، ومن خلالها يمكن الحصول على رؤى مستقبلية شاملة عن أي مخاطر محتملة يمكن أن تواجهها الشركات في إدارة الأصول، وهو ما يساعدها في وضع الخطط المستقبلية لمواجهة أي مخاطر محتملة قبل حدوثها؛ لكي تتمكن من حل أيه مشاكل من المتوقع حدوثها بصورة سريعة دون أن يؤثر ذلك على العمليات التشغيلية والإنتاجية.
-
تحسين العائد على الاستثمار
الإدارة الناجحة للأصول هي التي تستطيع أن تحقق عائد عالي من الاستثمار في مختلف الأصول المستخدمة، ولتحقيق ذلك يجب أن تتوفر لدى إدارات الشركات بيانات شاملة عن تكاليف الأصول و تكاليف الإنتاج والمخزون.
هذا من أجل المقارنة بين استخدامات الأصول المختلفة ومعرفة أي منها يحقق عائد عالي من الاستثمار وأي منها يحقق عائد أقل من المطلوب أو من المتوقع، وذلك من أجل اتخاذ القرارات المطلوبة لتحقيق أهداف الشركة المتوقعة من الاستثمار في كافة الأصول.
وتلك البيانات يوفرها التكامل بين كل من أنظمة ERP وبرامج إدارة الأصول.
-
تعزيز الامتثال والالتزام بالقوانين
هناك بعض الصناعات التي يجب أن تعمل على إدارة الأصول الخاصة بها من خلال الالتزام بمعايير محددة وعدم تجاهلها، وكي تضمن الشركات تحقيق هذا الامتثال يجب أن تقوم بتتبع دوري لسجلات الصيانة الخاصة بمختلف أنواع الأصول المستخدمة، ومقارنة تلك البيانات بمعايير الالتزام المفروضة لتجنب أي مخالفات أو غرامات مالية يمكن أن تطبق عليهم.
وهو ما يمكن الحصول عليه وتحقيقه من خلال التكامل بين كلا النظامين ERP وإدارة الأصول.
ختامًا:
التكامل بين أنظمة ERP وبرامج إدارة الأصول لا يعمل فقط على تحقيق الكفاءة والفاعلية في إدارة الأصول، ولكنه يعتبر خطوة استثمارية كبيرة يمكن من خلالها تحقيق أعلى عائد من الاستثمار تطمح إليه مختلف الشركات.
وذلك لما يوفره هذا التكامل من بيانات ورؤية شاملة عن كل من إدارة المخزون، وإدارة التكاليف التشغيلية والإنتاجية، وإدارة الصيانة، وغيرها من البيانات الأخرى التي يمكن الحصول عليها.
ومن خلال تلك البيانات يمكن لصُناع القرار وضع الخطط الاستراتيجية الناجحة واتخاذ القرارات الهادفة إلى تحسين الكفاءة التشغيلية والإنتاجية، ومواجهة التحديات المختلفة سواء تلك التي تتعلق بإدارة المخاطر أو التحديات المتعلقة بالمنافسة في سوق العمل. وذلك من أجل تحسين جودة الخدمات أو المنتجات المقدمة للعملاء، وتحقيق أهداف النمو والنجاح طويلة المدى.
إضافة تعليق جديد