إدارة الأصول بكفاءة وفاعلية هي واحدة من أهم العوامل المؤثرة في نجاح الشركات، سواء كانت تلك الأصول مادية أو أصول غير مادية. وكلما زادت العمليات التجارية داخل الشركات نتيجة التوسع، كلما زادت العمليات تعقيدا. 

وهنا يأتي دور برامج إدارة الأصول والتي تعمل على تحسين إدارة كافة المهام داخل الشركات، بفضل ما توفره من أدوات وتقنيات متطورة تساهم في خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية.

وفي هذا المقال الجديد على مدونتنا، سوف نتعرف على أهمية برامج إدارة الأصول وتتبع العُهد، وكيف غيّرت برامج إدارة الأصول مسار الشركات.

ما أهمية برامج إدارة الأصول للشركات ومؤسسات الأعمال؟

تبرز أهمية برامج إدارة الأصول في تحسين كفاءة إدارة الشركات، لكونها نهج استراتيجي يساعد في تحسين أداء الشركات وزيادة الإنتاجية من خلال تتبع وإدارة الأًول بكفاءة وفاعلية. 

فالعديد من قصص نجاح الشركات كانت بسبب الاعتماد على استخدام تقنيات برامج إدارة الأصول، فمن خلال تلك التقنيات يمكن تحقيق التالي:

1. تحسين كفاءة العمليات

تساعد برامج إدارة الأصول الاحترافية الشركات في عملية تتبع ومراقبة كافة الأصول المستخدمة بشكل لحظي، وهو ما يساهم في تحسين كفاءة العمليات وزيادة الإنتاجية. 

وذلك من خلال التأكد من القيام بإجراءات الصيانة الدورية للأصول في موعدها، وهو ما يساهم في إدارة دورة حياة الأصول بنجاح، ويساعد في زيادة الإنتاجية وتحسين العائد على الاستثمار.

2. تقليل التكاليف التشغيلية

تحسين العائد المالي للشركات يأتي من تقليل التكاليف التشغيلية وتحسين إدارة الموارد والأصول. 

وتعمل برامج إدارة الأصول على تحقيق ذلك من خلال تقليل تكاليف الصيانة الطارئة نتيجة الصيانة الدورية وإطالة دورة حياة الأصول المستخدمة. 

3. تعزيز القدرة التنافسية

في عالم الأعمال تنجح الشركات الأكثر قدرة على المنافسة، وذلك من خلال اتخاذ القرارات الاستراتيجية المبنية على تحليل البيانات بدقة وكفاءة. وهو ما تقوم به برامج إدارة الأصول من خلال توفير أدوات تساعد على تحليل البيانات بكفاءة وفاعلية، توفر تلك البيانات رؤى تفصيلية عن أداء الأصول وكيف يمكن تحقيق الاستفادة القصوى منها، ومتى يجب اتخاذ قرارات باستبدالها أو استمرار الاعتماد عليها لفترة أطول. 

4. زيادة مستوى رضا العملاء

من خلال تحسين كفاءة إدارة الأصول، يساهم ذلك في تعزيز مستوى رضا العملاء من خلال تحسين جودة المنتجات أو الخدمات المقدمة. وذلك نتيجة تحسين كفاءة العمليات التشغيلية.

5. الامتثال للقوانين واللوائح

تساعد برامج إدارة الأصول في تحقيق معايير الامتثال للقوانين واللوائح، وذلك من خلال الالتزام بمواعيد الصيانات الدورية وتوفير البيانات اللازمة للتأكد من توافق الأصول المستخدمة لمعدلات الأمن والسلامة. 

كيف تؤثر برامج إدارة الأصول في قصص نجاح الشركات

يمكن القول بأن برامج إدارة الأصول تعد أداة حاسمة في العديد من قصص نجاح الشركات في مختلف قطاعات الأعمال، وذلك لقدرتها على إدارة دورة حياة الأصول بكفاءة وفاعلية، وتحسين الكفاءة التشغيلية وغيرها الكثير من المزايا التي يمكن الحصول عليها من خلال الاعتماد على تلك البرامج. 

وهناك الكثير من قطاعات الأعمال التي بدأت بالفعل في استخدام تلك البرامج لتحقيق أقصى استفادة، ومنها الآتي:

1. شركات القطاع الصناعي

المعدات الصناعية في الشركات المنتمية للقطاع الصناعي تعد من الأصول الهامة والحيوية. وفي هذا القطاع كانت تعاني أغلب الشركات من انخفاض الإنتاجية، وارتفاع تكاليف إصلاح الأعطال نتيجة تكرار توقف المعدات. وهو ما كان يؤثر بشكل مباشر على جودة المنتجات المقدمة للعملاء.

لذا اتجهت العديد من الشركات في هذا القطاع إلى استخدام برامج إدارة الأصول لحل ما تواجهه من مشاكل في إدارة الأصول لديها المتمثلة في المعدات المختلفة، وهو ما ساعد في تحقيق النمو والنجاح نتيجة التالي:

• إمكانية تتبع أداء المعدات بشكل لحظي من خلال أدوات المراقبة اللحظية، والتي توفر بيانات عن الحالة التشغيلية للمعدات وتوفير رؤى مستقبلية عن أي أعطال يمكن مواجهتها للعمل على معالجتها بشكل فوري دون توقف الأعمال.
• تحسين جدولة الصيانة الدورية ومراقبتها للتأكد من القيام بها في الوقت المحدد، مما يساهم في إدارة دورة حياة الأصول بكفاءة وفاعلية.
• تقليل تكاليف الأعطال المفاجئة، والمتمثلة في قطع الغيار وتكاليف الإصلاحات المختلفة.
• زيادة جودة الإنتاجية، وتعزيز مستوى رضا العملاء.

2. شركات القطاع اللوجيستي

أثرت برامج إدارة الأصول في قصص نجاح العديد من الشركات العاملة في مجال القطاع اللوجستي، والتي كانت تواجه الكثير من التعقيدات والصعوبات في تتبع أصولها المتمثلة في مختلف أنواع المركبات المستخدمة، وإدارة عمليات النقل بفاعلية. 

وهو ما كان يؤثر بشكل سلبي على تسليم الشحنات للعملاء. لذا بدأت الشركات في هذا القطاع بالبدء في استخدام برامج إدارة الأصول، وهو ما ساعدها في تحقيق المزيد من النجاح والنمو نتيجة تحسين الإجراءات التالية:

• تتبع جدول صيانات المركبات المختلفة، وما تم بها من إصلاحات للوقوف على حالتها التشغيلية وتقرير ما إذا كان يجب البدء في تغييرها أم يمكن استخدامها لفترة أطول.
• تتبع خطوط سير المركبات بشكل لحظي، وهو ما ساعدها في تحديد سرعة التوصيل وما إذا كان هناك أي عقبات تؤدي إلى التأخير. وذلك من أجل العمل على حلها بشكل فوري.
• تنظيم جدول سير المركبات ليتطابق مع مواعيد تسليم الشحنات المختلفة للعملاء.
• تحسين كفاءة استهلاك الوقود، وتقليل التكاليف التشغيلية.

3. شركات قطاع التكنولوجيا

تنتمي الأصول المستخدمة في قطاع التكنولوجيا إلى الأصول غير المادية، والتي منها البرمجيات التي تعتمد عليها مختلف الشركات في إدارات الأقسام لديها. وتعاني الشركات المقدمة لتلك الخدمات من صعوبة في تتبع تراخيص المستخدمين لديها، وإدارة تحديثات البرامج. وهو ما كان يؤثر على خدماتها المقدمة لعملائها، واستطاعت العديد من الشركات العاملة في هذا القطاع  تحقيق قصص نجاح وزيادة مستوى رضا عملائها بالمقابل وتوسيع قاعدة العملاء وزيادة الأرباح بالمقابل، وذلك من خلال اعتمادها على برامج إدارة الأصول والذي مكنها من:

• إنشاء قاعدة بيانات تحتوي على كافة بيانات العملاء المتعامل معهم والمستخدمين للبرمجيات الخاصة بهم، وهو ما مكَّنهم من تتبع تراخيص المستخدمين بدقة من أجل تجديدها في موعدها المحدد دون أي تأخير.
• إدارة تحديثات البرمجيات بكفاءة وفاعلية، وذلك من خلال إنشاء تنبيهات بمواعيد تحديثات البرمجيات وإرسالها في موعدها المحدد لتفعيلها.
• تتبع أي شكاوى من المستخدمين، والعمل على تحليلها بدقة للعمل على حل أي مشاكل تواجه المستخدمين بكفاءة وفاعلية، وذلك من خلال تحسين جودة خدمات الدعم الفني.

ختامًا:

برامج إدارة الأصول ساهمت وأثرت بشكل كبير في قصص نجاح العديد من الشركات وفي مختلف قطاعات الأعمال، وذلك من خلال توفير حلول وتقنيات حديثة ساعدت في تحسين إدارة الأصول، والعمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية، وزيادة الإنتاجية، وتقليل التكاليف، بالإضافة للعديد من المزايا الأخرى. 

لهذا تعتبر برامج إدارة الأصول أداة استثمارية هامة لا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي، بسبب ما توفره من بيانات دقيقة تساعد في تحقيق أقصى استفادة من كافة الأصول المستخدمة وتحقيق أعلى عائد من الاستثمار فيها. 

وفي عالم الأعمال إذا كانت الشركات تهدف إلى تحقيق النمو والنجاح من خلال تعزيز القدرة التنافسية، يمكن القول بأن برامج إدارة الأصول هي أحد الركائز الأساسية التي يمكن الاعتماد عليها لتحقيق ذلك.